الأحد، 15 يناير 2017

‏مرتزقة الإعلام ودناءة الأقلام!

http://alrayalaam.com/98312/


يعج سوق إعلامنا العربي بالمرتزقة ممن يتلونون وتتبدل مواقفهم في لحظة وضحاها حسب قيمة الشيك المصرفي ليصنعوا بذلك أكبر سوق نخاسة إعلامي في العالم ، وغاب عن هؤلاء المرتزقة ممن تعج بهم أرصفة ومقاهي لندن بأن خليج اليوم يختلف تماماً عن خليج الأمس.
ففي الماضي ونظراً لعدم توفر وسائل الإنتشار والقنوات الفضائية والإنترنت المفتوح على كل دول العالم ، كان الإعلام المحلي يحتاج لصوت خارجي يخدم أجنداته وتوجهاته الإعلامية والسياسية في دول الغرب وسواها ، ومع توفرها وانتشارها في زمننا الحالي تخلت عنهم الدول الخليجية بعد أن عانت الأمرين من مساواماتهم الرخيصة ، فاضطر هؤلاء المرتزقة لاستبدال استراتيجياتهم الوضيعة لضمان تدفق الأموال بطرق دنيئة على حساب المصداقية وشرف مهنة الإعلام بالتلون وتبديل المواقف حسب المنفعة الشخصية، وممارسة التحريض على قادتنا ومهاجمة سياساتنا الخليجية وتأليب الرأي العام عليها من خلال مواقع التواصل الإجتماعي والصحافة الصفراء ، معتقدين بأنهم سيشكلون ضغطاً على قادتنا ودولنا مما سيضطرهم لشراء ذمم المرتزقة الرخيصة ودفع قيمة إستبدال جلودهم العفنة حتى لاتزكم أنوفنا بما ينطقونه.
لكن غاب عن هؤلاء المرتزقة بأن الزمن قد تجاوزهم وتجاوز رخص بضاعتهم وعفنها ، وأن دول الخليج أصبحت اليوم تمتلك منظومات إعلامية عالمية تحترف الإعلام الخارجي والتعبير عن مضامين سياساتها ووجهات نظرها الدولية ، وأنها لا ترضخ لمساومات وإبتزاز أقلامهم العفنة عابدة الدولار والريال والتي بعد أن يئست إسترخصت نفسها وباعتها «بالتومان الإيراني» بعد كساد سوقها في العالم العربي وإفلاس أصحاب شعارات القومية العربية وإغلاق دكاكينهم في منطقتنا الخليجية ، وأن استبدالهم لمحابر أقلامهم لتكتب اللغة العربية بلسان فارسي لن يحرك ساكناً في دول فهمت غاياتهم ووسائل عفنهم الإعلامي ودناءة إعتدناها من متسولي المواقف والصالونات السياسية ، وما هذيانهم اليوم إلا تعبيراً عن لسان حالهم الذي يقول لله يامحسنين فجيوبنا خاوية وأقلامنا على شفير الهاوية.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق