ما إن أطل علينا حساب إخباري أمريكي عالمي بتغريدته المشبوهة في موقع التواصل «تويتر» حين طالب من خلالها نساء السعودية بالتواصل معه، وسرد قصصهن وحياتهن ومعاناتهن في المجتمع السعودي في خطوة لا تنم إلا عن خبث إعلامي، بنكهة إستخباراتية لإستخدام قصصهن كوسيلة ضغط ومساومة إعلامية وسياسية ضد بلادنا، تصدت المرأة السعودية للمشهد بحضورها المتميز واللافت للنظر، لتمطرهم بردودها القاسية والموثقة بالصور والبراهين لتقلب الموازين وتضع إستحقاقات حماية حقوق المرأة الأمريكية فوق الطاولة ووجوب تحويل تلك «الفزعة الإنسانية»لمن هم بحاجتها لديهم وأقرب لهم منها.
أيها الغرب.. ماتجهلونه عن المرأة السعودية رغم جراحها في بعض حقوقها ،أنها الأم والزوجة والأخت والابنة، وهي من أنجبت أجيال ورجال هذا الوطن ولن تتخلى عن قيمها ومواقفها وصلابتها في الدفاع عن أرضها وأهلها وناسها ومجتمعها متى ما تعرضوا لأي مخاطر تهددهم كما هو مذكور وبوضوح في كتب مستشرقينكم ، فكيف بمواقفها اليوم وهي المثقفة والمتعلمة والواعية والمتصدرة في مجالاتها ومساهماتها بمختلف التخصصات والمهن، إضافة لمشاركتها الفعالة في بناء وتنمية مجتمعها والنهوض بمقوماته وبذل جهودها المشكورة للارتقاء بوطنها ليصبح في مصاف الدول المتقدمة.
نعم .. هي تبحث عن حقوقها وتصارع مجتمعها العنيد لتنال حقوقها التي لا تتعارض مع شريعتنا السماوية، وتعيش حالة الشد والجذب وتشعر بقسوة مجتمعها ووقوفه أمام بعض مطالبها، لكنها فضلت وبكامل إرادتها أن تكون حصناً منيعاً من حصون الوطن كما عودتنا بمواقفها المشرفة ، وأثبتت للقلة القليلة من المشككين بقدراتها وإمكانياتها بأنها أكبر من شكوكهم الرجعية والمتخلفة.
وكمواطن سعودي رأيت من الواجب علي أن أشكر كل سعودية وطنية حرة شاركت في دحر تلك التغريدة المشبوهة، ووقفت أمامها بأنفتها وشموخها لتكون خط الدفاع الأول عن الوطن ورد كيد الكائدين ، لتؤكد لنا بموقفها هذا إستمرار عطائها وعظيم وعيها بحجم مسؤولياتها السياسية والإجتماعية والاقتصادية ،
وسنبقى دائماً وأبداً نفخر بكن ليقيننا بأن آباءنا وأجدادنا، وملوكنا حين انتخوا بنساءهم في معاركهم وشدائدهم لم يكن ذلك مبنياً على جهل بل عن علم ويقين بمعدن ومكانة رفيعات الشأن.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق