http://alrayalaam.com/101659/
مع أوضاع المنطقة ومجريات أحداثها وقرارات القيادة السعودية المتخذة لمواجهتها ، عادت بي ذاكرتي للوهلة الأولى التي شاهدت فيها الملك سلمان حفظه الله شخصياً وكان في قصره بماربيا عندما وجه دعوة الغداء لوالدي رحمه الله بعد صلاة الجمعة وكان مجلسه العامر يمتلئ بالمواطنين والأشقاء الخليجيين ونخب من العرب، كما جرت عادته بدعوتهم لمأدبة الغداء بعد صلاة كل جمعة خلال تواجده في أسبانيا ، وكطفل صغير كنت أعيش رهبة لقاء أول أمير سعودي في حياتي بحكم عمل والدي وتواجدي خارج السعودية ، وكيف لا أعيشها وانا أمام أمير ليس كباقي الأمراء بإطلالته وشخصيته وهيبته وشموخه ونفوذه.
لكن ذلك لم يطل كثيراً حين كسر رهبتي بأبوته الحانية ولطافته وابتسامته وكرمه ولطف حديثه مع الصغير قبل الكبير وتعامله الأبوي والأخوي مع كل من حضروا لمأدبته، كما لو كانوا ملوك الأرض في ضيافته، فرأيت حينها سلمان الأب الإنسان، وبعد سنوات كان موعد اللقاء الثاني بقصر الحكم في الرياض من خلال مجلسه اليومي الذي كان يستقبل فيه جميع المواطنين والمقيمين وكل من يحمل مظلمة، فشاهدت الحزم والإنصاف في تعامله مع المراجعين والمحاسبة العسيرة لكل من عطل مصالح الناس وقصر في أداء عمله وإنجاز معاملاتهم ، ولمن يجهل عمل إمارة منطقة الرياض أود أن أوضح بأنها من أصعب الإمارات إطلاقاً لما فيها من قضايا منازعات قبلية شائكة ونزاعات تجارية وإجتماعية تحتاج للحكمة البالغة والتروي والمعرفة التامة بتاريخ المتنازعين وترسبات نزاعاتهم والممتدة جذور بعضها لعشرات السنين إن لم تكن أكثر ، ناهيكم عن معرفته بالقضايا الأخرى الأصغر حجماً والتي يحرص على الإهتمام بكل تفاصيلها وحلها بما يرضي كل الأطراف ، إلا إن حدة المجلس وقضاياه المختلفة لم تنفي تقديره الكبير للمواطنين ممن قدموا للسلام عليه في مجلسه المفتوح حين يبادرهم بالسؤال عن آبائهم وأعمامهم وأخوالهم لتجد نفسك أمام رجل يشعرك بأنك أمام والد يسأل عن أبنائه، فلا أمير بحجم سلمان بن عبدالعزيز
لقد رأيت حينها سلمان الحاكم المهتم بأحوال مواطنيه ، مما رسخ في قلبي وقلوب غيري كثيرين محبة هذا الملك الحازم الذي امتلك قلوبنا رغم شدته وحزمه وهيبته في المواقف الرسمية ولينه وعطفه وأبوته في المواقف الشخصية ، ولهذا أحببناه أميراً وملكاً كتب بخط يده أصول علاقة المشاعر الأبوية والأخوية وعلاقة الحاكم والمحكوم والتي يصعب على من يجهل شخصه أن يفهمها ويعي عمقها ، ولذلك سنقف طوعاً وحباً خلفه في معركته ضد مايحاك لبلادنا من شرور واجهها بحزمه وحكمته ليقطع الطريق على كل متربص يحيك لنا ولوطننا الغالي المؤامرات التي تنشد إسقاط وطننا وتفتيت وحدته ، وبحزم مليكنا وسواعد المحمدين ودعم ووقوف الشعب خلفهم بعون الله نحن من سيسقط مخططاتهم الدنيئة ليبقى وطننا شامخاً برجال عاهدوا الله على رفع رايته وإعلاء كلمته.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق