ما إن أعلنت المملكة العربية السعودية عن رؤيتها لعام 2030 وقيامها بإعادة هيكلة وزاراتها وإنشاء هيئات جديدة، ضجت مواقع التواصل بردات الفعل على هذه الرؤية العملاقة والتي تعتبر نقلة نوعية كبيرة في مسيرة بلادنا العامرة ، حيث انقسم المواطنين مابين مؤيد ومتحفظ ومطالب بتوسيع إصلاحاتها ومابين معارض لبعض بنودها.
وقام العديد من المواطنين المختصين وغير المختصين بطرح وجهات نظرهم المتعددة حول الرؤية ومن زوايا مختلفه لأنها تتعلق بشأن حياتهم اليومية وتلامس مستقبل أبناؤهم، ولايمكننا النفي بأن منها الموضوعي والواقعي والبناء ومنها السطحي والفارغ والمتربص، لكن علينا أن نتلقف المتميز منها وكيف لنا أن نستفيد منه ليكون إضافة إيجابية تدعم وتخدم الرؤية وأهدافها.
فالحوارات الحميدة ترتقي بالمجتمع وتصل به لمرحلة متقدمة من الوعي يبني من خلالها آراء متشبعة بحس المسؤولية تجاه وطنه وقيادته دون المساس بثوابته وثوابت مجتمعه ، إلا أن كل ذلك لم ينل إعجاب «بعض» مدعي الليبرالية وهم من يفترض بهم تبني مبادئ الدعوة للحوار وإحترام المخالف ورغباته والسعي لنيل الحقوق المدنية وعدم مصادرة حق الآخر في إبداء الرأي.
لكن كل تلك المبادئ تبخرت أمام حب ممارسة الوصاية على المجتمع بفرض القناعة الواحدة، كما كانوا يتهمون خصومهم بممارستها على العامة من الناس، فأحدهم على سبيل المثال جرد المواطنين بكل بساطة من إنسانيتهم التي شهدت لها كل أصقاع الأرض من خلال المساعدات والمواقف الإنسانية وبذل الغالي والنفيس من أجل دعم المنكوبين والفقراء ناهيكم عن التعاطف والتراحم والأخلاقيات والتربية الأصيلة التي نشأ عليها مجتمعنا ، ناسفاً برأيه كل تلك الإنسانية المتجذرة في نفوس أهل هذه البلاد الكريمة بحصره لمفهوم الإنسانية في المسرح والغناء والتمثيل والسينما كما يرى من منظوره الضيق، وآخر يطل علينا بحماقته المعتادة ليتهم المجتمع بالجهل وبأنه لايستحق أن يشارك في رسم مستقبله أو الأخذ برأيه أو حتى إستشفاف تفكيره.
لذلك نحن بغنى عن أصحاب الطبول الجوفاء، كي لا تطغى بنشاز صوتها على جمال أصوات أصحاب العقول ممن يعشقون وطنهم وقادتهم ولا نريد للسوداويين ممن يدقون نواقيس الخطر الخرقاء ونشر الإحباط بين أفراد المجتمع بأن يتصدروا المشهد ، بل نبحث عن أهل الاختصاص والكفاءات الوطنية التي نثق بها للقيام بتحليل الرؤية بموضوعية بعيداً عن العاطفة لتوضيح تفاصيلها وأهدافها وجدواها الإقتصادية وعوائدها على المواطن والأجيال القادمة، حتى يستوعبها المواطن البسيط ويبدي رأيه فيها ليشعر بأنه جزء من هذه الرؤية وبأنه أحد لبناتها وأحد سواعدها التي ستنهض بها وتحقق أهدافها، تحت راية وقيادة قادتنا حفظهم الله بعيداً عن ممارسات التهميش والإستنقاص من المواطن كما يفعل أصحاب المبادئ المضروبة.
إبراهيم السليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق