http://alrayalaam.com/100108/
نجحت السطحية في أن تكون النجم الأبرز في مجتمعنا الإفتراضي لتنتقل بعدها لعالمنا الواقعي وفرض نفسها وحضورها في المجتمع ، فرغم امتلاكنا لثروة بشرية في مختلف التخصصات العلمية والأدبية والإقتصادية والإجتماعية، فاز مشاهير التفاهة على أصحاب العقول بالضربة القاضية ليكونوا نجوم المجتمع الذي صنعهم بتشجيعه لسماجتهم وسذاجتهم وإنحدار طرحهم، ليقوم نفس من صنعهم وشرع لهم أبواب الشهرة بعد حين بنقدهم ومهاجمة مايقدمونه للمجتمع وترديد جملة «لاتصنعوا من الأغبياء مشاهير» وكأنه بريء من هذه الصناعة التي ساهم بنشرها.
إن مانحتاجه فعلياً صحوة تنتشلنا من تلك الغفلة التي سطحت ثقافتنا وأنشأت لنا جيل بدأ يترسخ لديه أن السخرية والاستخفاف بالآخرين والتنكيت السامج طريقاً معبداً للمجد والشهرة وحصد الأموال وإستقطاب أضواء الاعلام ، وأن أصحاب العقول النيرة والإختراعات والإبتكارات لن ينالوا كل تلك الشهرة والتقدير الذي يجده التافه في مجتمعنا حين يصبح نجم الفعاليات والمحاضرات والمهرجانات ومطلب الجماهير ومجالس الوجهاء ، وعلينا إذا أردنا أن ننجو بجيلنا القادم من انتشار السطحية الدخيلة على المجتمع أن نعيد التفكير بأولوياتنا وإبراز مثقفينا وأدبائنا وعلمائنا ومخترعينا وفتح الآفاق لهم وتسليط الضوء عليهم ليقودوا دفة تنوير المجتمع وليرتقوا بذائقته العلمية والفكرية ويكونوا قدوة لأبنائنا قبل فوات الأوان بدلاً من هؤلاء السذج الذين قلبوا موازين ومفاهيم النجاح الحقيقي في مجتمعنا.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق