الأحد، 15 يناير 2017

عمار ياخليجنا الواحد!

http://alrayalaam.com/141523/


لازلت أتذكر تلك المشاعر الأولى لتأسيس وانطلاق مجلس التعاون الخليجي، وكيف قفزت حينها أحلامنا الطفولية وسقف أمانينا للوصول للوحدة الخليجية والإنصهار في كيان واحد يجمع هذه المكونات المتوافقة في النشأة واللغة والهوية والتراث ووحدة المصير ، فعشنا هذا الحلم لسنوات طويلة ننتظر تحققه مع كل دورة إنعقاد للمجلس، فنفزع حيناً عند إختلاف مواقفنا في الشؤون والقضايا العالمية ونبتسم حيناً آخر عند التفاهم الكامل، لكن الثابت في كل هذا أننا في الأزمات الحقيقية نظهر وحدة الموقف الشجاع والمتماسك فيسعدنا.
واليوم ونحن نقف على هذه الكرنفالات والإحتفالات والأفراح الخليجية والتآخي بين قادة دول مجلس التعاون والترابط والتلاحم والمحبة بين شعوب المنطقة في مواجهة أخطار المرحلة يجعلنا گشعوب خليجية نستبق قرار قادتنا الكرام لإعلان الوحدة الخليجية وإن كانت في قلوبنا ولم تتحقق في الواقع بعد.
إن قوة وصلابة وتماسك الموقف الخليجي اليوم حكومات وشعوب لها تأثيرها الإيجابي في رسم السياسات الدولية حول المنطقة ، لذلك علينا الإستمرار والاستمرار في التقارب والوصول لقناعات مشتركة تطوي ماتبقى من اختلاف وجهات النظر والتعجيل بإعلان الوحدة لترتفع معها أسوار حصوننا الخليجية في مواجهة أطماع الأعداء وأهداف المتربصين بإستقرار وأمن بلداننا الخليجية ..
همسة لمن أغاظتهم أفراحنا :

مصيرنا واحد وشعبنا واحد
أنا الخليجي وأفتخر أني خليجي
إبراهيم السليمان



كاتب سعودي

وين الراتب يامدير ..!

وين الراتب يامدير ..!
..

ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك هل لنا أن نتخيل بأن هناك رب أسرة يقف عاجزاً عن تلبية متطلبات وإحتياجات أسرته في هذا الشهر الفضيل بسبب مماطلة شركات شهيرة بصرف مستحقاته الشهرية وحقوقه المتأخرة منذ عدة شهور ليجد نفسه أمام هموم أثقلت كاهله في مواجهة الإلتزامات البنكية والعائلية والمعيشية بسبب هذا التأخير ، ناهيكم عن معاناته بعدم قدرته على التوقف عن العمل حيث أن مثل هذا القرار سيعرضه للفصل من وظيفته حسب نظام العمل مما سيؤدي لسقوط حقوقه ونهاية خدمته لدى تلك الشركات وهذا ماجعله يقف حائراً مشتتاً بين قرار التنازل عن حقوقه وضياعها أو الإستمرار والإستدانة من أقربائه وأصدقائه ليضع نفسه حينها مضطراً تحت حد سيف الحرج وتراكم الديون دون أفق واضح لمصيره ومستقبله أو البحث عن عمل جديد صعب المنال في هذا التوقيت الذي يعاني فيه شبابنا من شح الوظائف المطروحة والتي تناسب تخصصاتهم  ، ولمثل هذه الحالات وضع المشرع القوانين التي تحفظ حقوق الجميع دون تمايز وفي هذه الحالة من القضايا العمالية جرت العادة بتطبيق نظام برنامج حماية الأجور والذي يضمن حقوق الموظف من خلال إجراءات تتدرج بخطواتها ضد "المالك المماطل" بحقوق موظفيه لتنتهي بالحجز على أملاكه وبيعها في حال عدم تجاوبه مع الأحكام القضائية النهائية الصادرة بحقه من الهيئات العمالية بمختلف درجاتها ، وهؤلاء الموظفين لاينشدون منا عطف أو تبرعات أو صدقات بل يطالبون بإيصال صوتهم ونيل حقوقهم بتنفيذ القانون بحق أصحاب تلك الشركات والتي تواجه موظفيها ممن تقطعت بهم السبل لنيل حقوقهم بمبررات غير منطقية تستدعي من الجهات المسؤولة تنفيذ القانون بصفة عاجلة وبحزم أكبر مع هؤلاء المماطلين بحقوق الناس ، فمصير المئات من أرباب الأسر السعوديين والأجانب مرتبط بحسم تلك القضية وتسريع الإجراءات المتخذة فيها وإلا فإن بعضهم سيجد نفسه معرضاً للسجن لعدم إيفائه بإلتزاماته المالية تجاه البنوك والديون الخاصة بالإضافة لخطر تعرض أسرته للشتات والطرد بسبب عدم سداد أقساط وإيجارات مساكنهم ، وهذا يضعنا أمام مسؤولية إنسانية وإجتماعية تحتم علينا جميعاً الوقوف بجانبهم ودعم قضيتهم وأن نكون صوتهم المسموع الذي يذكر بمعاناتهم مع ملاك تلك الشركات والتي حصدت عشرات المليارات إن لم تكن مئات من خلال مسيرة عملها الممتدة لسنوات طويلة في كبرى المشاريع وعلينا عدم القبول بمبررات ملاكها ممن يتحججون اليوم بمبررات واهية لايقبلها عقل ولامنطق خاصة إذا علمنا بأن أصحابها ممن تتصدر صورهم وأسماؤهم "مجلة فوربس" لأثرى رجال الأعمال في العالم ..

خاطبنا..يا معالي الوزير


صدرت قبل فترة قرارات مصيرية وتنظيمية حساسة تتعلق ببدلات وعلاوات المواطنين العاملين في القطاع الحكومي، وهي مما لا شك فيه بأنها قرارات اقتصادية بحته وهامة تخرجنا كما فهمنا من عنق الزجاجة والأزمة الاقتصادية الراهنة وترسم خطوط ومسار مستقبلنا والانتقال لمرحلة جديدة تقلل من إعتمادنا على النفط كمصدر رئيسي للدخل، وإلى هنا لاخلاف في ذلك إذا قدمنا المصلحة العامة على الخاصة .
لكن رغم ضخامة الحدث وأهميته وتأثيره المباشر على حياة ومعيشة أعداد كبيرة من أفراد المجتمع، إلا أن السادة الوزراء المعنيين بهذا الشأن اختاروا الصمت المطبق لتبدأ رحلة التخمينات واستغلال المغرضين لهذا الفراغ المعلوماتي لتأليب الناس ودس السم بالعسل ، فيما قام فريق آخر بتحليل القرارات بناء على رؤيته وفهمه المحدود ليخلط الحابل بالنابل لتزداد حيرة المجتمع مع هؤلاء المتصدرين للمشهد، في ظل غياب التطمينات والشرح الكافي من معاليكم يا أصحاب القرار والعلاقة .


يامعالي الوزراء.. كل في إختصاصه ألا ترون بأن مخاطبة المواطنين بعد صدور القرارات مباشرة في مؤتمر صحفي يحضره الإعلاميون والاقتصاديون وذوي الشأن وإجابة التساؤلات وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وشرح الأهداف المرجوة من هذه المتغيرات ومكاسبها المستقبلية وتفنيد مايروجه الجهلة ، وغلق أبواب ترويج الإشاعات في وجه المتربصين بمجتمعنا أمراً يستحق منكم بعض الإهتمام .

نحن لا نبحث عن لقاء تلفزيوني جاء متأخراً ومسجل مسبقاً ومحدد المحاور والإجابات، بل عن تفاعل فوري مع المواطنين وإشعارهم بالشراكة الحقيقية في تنفيذ الرؤية دون تجاهل لتساؤلاتهم المشروعة ، ولعلي أذكر معاليكم بأن الرؤية عندما أطلقت كانت تتحدث عن شراكة المواطن فيها وبأنه الجزء المؤثر والأهم والأكبر في أهدافها، لذلك نحن لا نطلب من معاليكم الكثير بل عن حقنا في معرفة التفاصيل والإجابة على استفساراتنا، فالأمر يمس حياتنا ومعيشتنا ومستقبل أبنائنا، ومن واجبكم نشر التطمينات التي تخاطب قلقنا وعدم تركنا للمتردية والنطيحة ليحلل ويفسر كما يشاء ، وعليكم أن تقتدوا بصاحب الرؤية عندما عقد المؤتمرات ودعا الإعلام المحلي والاقتصاديين ونخب المجتمع ليعلن عن الرؤية وأهدافها وإجابة تساؤلات الجميع ،فلامس مشاعرنا وخاطب عقولنا فوقفنا جميعاً لنصفق مؤيدين لتلك الرؤية الطموحة، واستبشرنا بها خيراً فلا تخذلوه وتخذلونا بآلياتكم وتشويهكم لتلك الرؤية الطموحة بتعاليكم على قلقنا.


إبراهيم السليمان 
كاتب سعودي

جحافل السياسة!

http://alrayalaam.com/144097/


تعتبر مقولة «لايوجد صديق دائم ولا عدو دائم» من القواعد الذهبية في عالم السياسيين ويجب أن تكون أول مبدأ يتعلمه ويتقنه كل من يود أن يخوض غمار هذا العالم المعقد ، فتباين المواقف السياسية الدولية من قضية لأخرى حسب المصالح الإستراتيجية العليا أمر طبيعي لمن يؤمن بأن دوام الحال من المحال لأنه متغير بطبيعته حسب المتغيرات على أرض الواقع ، إلا أن بعض الدخلاء على هذا العالم المليء بالدهاليز والغرف المغلقة والقرارات المعلنة وغير المعلنة والإتفاقيات المتغيرة وتبدل المواقف حسب ما تقتضيه الحاجة يصرون على تجاهل كل هذا الأمر والتعامل مع الآخرين بمبدأ «الفجور في الخصومة» قاطعين بذلك على أنفسهم أي خط رجعة يرفع عنهم الوقوع في الحرج مستقبلاً عند تبدل المواقف السياسية لدولهم متجاوزين بذلك كل الأعراف المتعارف عليها دبلوماسياً ، فخصم اليوم قد يكون حليف الغد والعكس صحيح إذا تبدلت المصالح العليا وأهدافها وخططها الإستراتيجية.

وأنا هنا لست مخولاً بمصادرة حق أي إنسان من ممارسة حرية التعبير في الشأن السياسي أو غيره لكن أطالب بأن يدرك كل من يخوض هذا الغمار أنه حنكة ودهاء وصبر وطول نفس وقراءة صحيحة للأحداث ، لذا وجب علينا التعامل معها بالقليل من التعقل والإتزان وعدم الإفراط في الهجوم أو الدفاع وأن نعي خطورة المرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة وحاجتنا للتكاتف والتعامل معها بوعوينا وبمبدأ تقديم «الأولويات» والمصالح الكبرى على خلافاتنا الجانبية للحفاظ على علاقاتنا الدولية لدعم مواقفنا السياسية بإستخدام الدبلوماسية الحقيقية التي تحافظ على “شعرة معاوية” مع كل الأطراف الدولية وإستمالة المحايد منهم وتحييد كل من يميل لدعم خصومنا وإحراجه أمام الرأي العام الدولي من خلال رقي التعبير وقوة الحجة والبينة التي تضعف من مواقف خصومنا أمام العالم دون اللجوء للإسفاف والمهاترات الرخيصة والتي لاتخدم توجهات ومصالح بلداننا الخليجية فالمهاترات والحوارات المتدنية والمحتقنة والتراشق وتوزيع الإتهامات بالإمكان ممارسة هوايتها في عالم صراعات متعصبي الأندية الرياضية لا في عالم السياسة فهذا العالم رغم قذارته إلا أنه لازال محافظاً على برستيجه المخملي.
ابراهيم السليمان
كاتب سعودي

‏معركة الفكر!

http://alrayalaam.com/90955/


‏منذ بداية أحداث الربيع العربي المشؤوم طفى على السطح مخطط الحزب الأممي، بعد أن كان خافتاً ومحصوراً في جمعياته و مجالس رموزه ممن سقطت أقنعتهم وخرجوا من خلف الستار ليكشفوا عن إنتمائهم وولائهم الحزبي على الملأ ، في مشهد صاحبه تصفيق المؤيدين ممن جندوهم من خلال مؤتمراتهم الشبابية وتنظيمات رحلاتهم الخارجية المشبوهة للشباب على مدى سنوات كنا فيها في سبات عميق عن أخطارهم وأحلامهم وأهدافهم ، حين كانوا يستهدفون فئات عمرية صغيرة من شبابنا كي يتمكنوا من التأثير عليها مبكراً وأدلجتها لتتوافق مع مخططهم الكبير، وزرعهم في بعض المنابر الإعلامية والدينية والمواقع ذات التأثير المباشر والغير مباشر على المجتمع ، ليكونوا ذخيرتهم التي يضربون بها كل مخالف يخالف توجهاتهم وأطماعهم في السيطرة على مقدرات دولنا الخليجية والعربية تحت ذريعة قيام الدولة الأممية الواحدة من خلال إيديولوجية إرتدت عباءة الدين وتسترت بشعارات المصلحة الإسلامية العليا ، بينما في واقع الأمر هي ليست أكثر من تنظيم سياسي طامع في الحكم والسيطرة على منابع النفط لخدمة مشروعهم الأممي ومصالحهم الضيقة التي ترضخ لأوامر قيادات خارجية ، متلاعبين بعقول شباب لم يجدوا التوعية المبكرة من خطر هذا التنظيم الذي أصبح يستعرض قوته علناً ويؤجج الشارع العربي والخليجي ضد الحكومات وضد كل من يخالفه وينتقد قيادته ورموزه الحزبية.
واستخدموا لتحقيق ذلك كل الوسائل المتاحة لترهيب الآخرين من خلال إطلاق قطعانهم البشرية التي تم تغذيتها بأفكارهم الحزبية على أفراد مجتمعاتهم ممن لم تنطلي عليهم هذه اللعبة السياسية، ليؤدي كل فرد من هذا القطيع مهامه المنوطة به بإسكات ومهاجمة كل صوت وطني حر يطالب بالالتفاف حول القيادات الخليجية والعربية لمواجهة ما يحدث من محاولات لتدمير مكتسباتنا وشق صفوفنا، لتمكين وتسهيل مهام رموزهم الحزبية للسيطرة على أوطاننا والإنفراد بمقدراتها بما يتوافق ويخدم مصالحهم الحزبية وإقصاء كل الأصوات المخالفة لمشروعم الحزبي ، وتشتيت المجتمع بقضايا سطحية تهدر طاقات شبابنا وتشغلهم في سجالات عقيمة لاترتقي لحدث الساعة ومواكبة الأخطار التي تحيط بنا من كل جانب من خلال نشر السلبيات القليلة وتضخيمها وإخفاء كثير من الإيجابيات وتهميشها ، لينشروا بذلك الإحباط والسوداوية بين أفراد المجتمع وهز صورة الحكومات الخليجية لدى شعوبها.
وبعد أن فاق الكثير من المواطنين وجدوا أنفسهم أمام تنظيم قد استفحل أمره في ظل وجود سياسة «الصبر على هؤلاء»، في وقت تعصف فيه المتغيرات الإقليمية والدولية والمصيرية بالمنطقة، وأن أكثر مانحتاجه وحدة الصف واستجماع طاقات الشعوب خلف قياداتها لمواجهة أخطار حقيقية تهدد سلمنا واستقرارنا ووحدتنا ومستقبلنا، وعلينا أن ندق طبول المعركة الفكرية لمواجهة هذا الفكر.
هي معركة لاتقل أهمية عن معارك جيوشنا العسكرية التي تخوضها من أجل أمننا وسيادتنا ، وعلينا أن نعي جيداً بأنه لم يعد للمجاملة والاحتواء لأمثالهم مكان ويجب أن نتحمل مسؤولياتنا كمواطنين بمحاربة وتعرية من يقدمون مصلحة وأطماع رموز تلك التيارات على مصلحة الوطن، من خلال سد كل الثغرات التي يحاولون التغلغل من خلالها للسيطرة على الشارع وكسب تأييده للقفز على السلطة من أجل خدمة أجندة حزبية بعيدة كل البعد عن التفكير بالمصلحة الوطنية التي ينشدها كل مواطن حر لم يسلم عقله لهؤلاء.
إبراهيم السليمان 
كاتب سعودي

عالم الرق الجديد!


مع انتشار مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الالكترونية وتأثيرها المباشر على المجتمع، عادت معها تجارة الرقيق للواجهة مرة أخرى بعد أن تلاشت واختفت من المجتمعات المدنية، لتعود وتزدهر من جديد مع الظروف السياسية التي تعصف بالمنطقة برونق وشكل جديد ، حيث نشأت في تلك المواقع سوق رائجة إختص تجارها من السياسيين المستترين بإستغلال بعض من الشخصيات الإعتبارية المعروفة لتكون أذرع تنفذ عمليات البيع والشراء لذمم وولائات بعض أصحاب الفكر والرأي وبعض أصحاب الحسابات المشهورة في تلك المواقع والتي تمتلك قواعد جماهيرية كبيرة ، وتجنيدها لخدمة أهداف مالكهم المجهول الذي إستطاع من خلال نخبته المختارة أن يشتري رقيقه بمختلف مقاماتهم بحفنة من الأموال المعبأة في حقائب جلدية فاخرة أو برحلة سياحية مجانية أو ببضعة عقارات خارجية.
أما رخيص النفس منهم فيشتريه بجوال ذكي يفضح غباء هذا المملوك الذي جعل من نفسه بوقاً رخيصاً وأضحوكة في عالم الرق الجديد ، وغاب عن هؤلاء بأن صفقات ومزادات سوقهم مكشوفة ومفضوحة للعيان ، وأنه مهما كانت صفقة الشراء سرية سيستشف ويكتشف الناس تلك الصفقات المشبوهة من خلال التغيرات المفاجأة في آراءهم وولائاتهم الخارجية وترويجهم للشخصيات التي إمتلكتهم بثمن بخس، ليكشف هؤلاء عن أنفسهم بطريقة ساذجة تفضح عبوديتهم وولائهم لسيدهم الجديد.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

‏بشت الفقير!

http://alrayalaam.com/95850/



في غالبية المجتمعات المدنية يكون هناك تباين وفوارق بين أفراد المجتمع مادياً وإجتماعياً وتعليمياً، وتستطيع من خلالها أن تميز بينهم لكنك أيضاً تشعر بالإحترام المتبادل لأن ثقافتهم تم بناءها على أن الآخر مكمل له ومهما تدنت وظيفته فهو يقوم بدور مجتمعي مهم لايستغني عنه ، بينما في مجتمعاتنا الخليجية ومع طفرات النفط أصبحنا لانفرق بين الغني والفقير فالجميع يرتدي البشت وينشد الفخامة والظهور بمظهر الوجيه الذي لاتسمح له وجاهته رغم غرقه بالديون من ممارسة بعض الأعمال المهنية المربحة.
لقد تركنا المهن التي كان الأجداد يمتهنوننها للأجانب من باب أن ذلك معيب بحق مقام الفرد الخليجي، وتقمصنا دور الوجيه الذي يرتدي البشت المذهب ولايخلعه حتى في منامه، وابتعدنا بذلك عن القيام بالأعمال المهنية التي استحوذ عليها الأجنبي ليجني ثمار خيرات بلادنا ليكون ثرياً ووجيهاً حقيقياً في بلاده حين تملك العقارات والأطيان من مايجنيه من عمله في بلداننا الخليجية ، بينما شبابنا غارق في ديونه وفي أقساط سيارته الفارهة وفي سداد مستلزمات وجاهته وبحثه عن العمل الإداري رغم شكواه الدائمة من صعوبة حياته للقاصي والداني الذي يستغرب تقاعس هذا الشباب عن مناجم الذهب المهنية في بلاده ، ولا أعلم متى سنفيق من غفلتنا لنمارس جميع الأعمال والمهن لنجني عوائدها التي لاتخفى على أحد، كما كان يفعل أجدادنا دون خجل أو امتهان للعمل ونبتعد بذلك عن الوجاهة الوهمية التي صنعت لنا طواويس بشرية لم تعد ترى حقيقتها ، وأخرجت لنا جيل لايقبل إلا بالمكاتب الإدارية الفاخرة.
لقد ابتعدنا بسطحيتنا كثيراً عن واقعنا لنعيش أحلام لايمكن تحقيقها بتفكيرنا المحدود الذي ينصب في البحث عن رفاهية سرقتنا من أن نكون شعوب منتجة تمارس جميع الأعمال الشريفة ولاتنظر لها بأنها أعمالاً معيبة في قرارة أنفسها ، رغم أننا نصفق كثيراً لأي مواطن يبدأ نشاطه المهني وندعمه ونتغنى بإنجازه وتغلبه على ثقافة العيب ،فهل لإزدواجية معاييرنا دور في تناقض مفاهيمنا؟.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي