الأحد، 15 يناير 2017

عمار ياخليجنا الواحد!

http://alrayalaam.com/141523/


لازلت أتذكر تلك المشاعر الأولى لتأسيس وانطلاق مجلس التعاون الخليجي، وكيف قفزت حينها أحلامنا الطفولية وسقف أمانينا للوصول للوحدة الخليجية والإنصهار في كيان واحد يجمع هذه المكونات المتوافقة في النشأة واللغة والهوية والتراث ووحدة المصير ، فعشنا هذا الحلم لسنوات طويلة ننتظر تحققه مع كل دورة إنعقاد للمجلس، فنفزع حيناً عند إختلاف مواقفنا في الشؤون والقضايا العالمية ونبتسم حيناً آخر عند التفاهم الكامل، لكن الثابت في كل هذا أننا في الأزمات الحقيقية نظهر وحدة الموقف الشجاع والمتماسك فيسعدنا.
واليوم ونحن نقف على هذه الكرنفالات والإحتفالات والأفراح الخليجية والتآخي بين قادة دول مجلس التعاون والترابط والتلاحم والمحبة بين شعوب المنطقة في مواجهة أخطار المرحلة يجعلنا گشعوب خليجية نستبق قرار قادتنا الكرام لإعلان الوحدة الخليجية وإن كانت في قلوبنا ولم تتحقق في الواقع بعد.
إن قوة وصلابة وتماسك الموقف الخليجي اليوم حكومات وشعوب لها تأثيرها الإيجابي في رسم السياسات الدولية حول المنطقة ، لذلك علينا الإستمرار والاستمرار في التقارب والوصول لقناعات مشتركة تطوي ماتبقى من اختلاف وجهات النظر والتعجيل بإعلان الوحدة لترتفع معها أسوار حصوننا الخليجية في مواجهة أطماع الأعداء وأهداف المتربصين بإستقرار وأمن بلداننا الخليجية ..
همسة لمن أغاظتهم أفراحنا :

مصيرنا واحد وشعبنا واحد
أنا الخليجي وأفتخر أني خليجي
إبراهيم السليمان



كاتب سعودي

وين الراتب يامدير ..!

وين الراتب يامدير ..!
..

ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك هل لنا أن نتخيل بأن هناك رب أسرة يقف عاجزاً عن تلبية متطلبات وإحتياجات أسرته في هذا الشهر الفضيل بسبب مماطلة شركات شهيرة بصرف مستحقاته الشهرية وحقوقه المتأخرة منذ عدة شهور ليجد نفسه أمام هموم أثقلت كاهله في مواجهة الإلتزامات البنكية والعائلية والمعيشية بسبب هذا التأخير ، ناهيكم عن معاناته بعدم قدرته على التوقف عن العمل حيث أن مثل هذا القرار سيعرضه للفصل من وظيفته حسب نظام العمل مما سيؤدي لسقوط حقوقه ونهاية خدمته لدى تلك الشركات وهذا ماجعله يقف حائراً مشتتاً بين قرار التنازل عن حقوقه وضياعها أو الإستمرار والإستدانة من أقربائه وأصدقائه ليضع نفسه حينها مضطراً تحت حد سيف الحرج وتراكم الديون دون أفق واضح لمصيره ومستقبله أو البحث عن عمل جديد صعب المنال في هذا التوقيت الذي يعاني فيه شبابنا من شح الوظائف المطروحة والتي تناسب تخصصاتهم  ، ولمثل هذه الحالات وضع المشرع القوانين التي تحفظ حقوق الجميع دون تمايز وفي هذه الحالة من القضايا العمالية جرت العادة بتطبيق نظام برنامج حماية الأجور والذي يضمن حقوق الموظف من خلال إجراءات تتدرج بخطواتها ضد "المالك المماطل" بحقوق موظفيه لتنتهي بالحجز على أملاكه وبيعها في حال عدم تجاوبه مع الأحكام القضائية النهائية الصادرة بحقه من الهيئات العمالية بمختلف درجاتها ، وهؤلاء الموظفين لاينشدون منا عطف أو تبرعات أو صدقات بل يطالبون بإيصال صوتهم ونيل حقوقهم بتنفيذ القانون بحق أصحاب تلك الشركات والتي تواجه موظفيها ممن تقطعت بهم السبل لنيل حقوقهم بمبررات غير منطقية تستدعي من الجهات المسؤولة تنفيذ القانون بصفة عاجلة وبحزم أكبر مع هؤلاء المماطلين بحقوق الناس ، فمصير المئات من أرباب الأسر السعوديين والأجانب مرتبط بحسم تلك القضية وتسريع الإجراءات المتخذة فيها وإلا فإن بعضهم سيجد نفسه معرضاً للسجن لعدم إيفائه بإلتزاماته المالية تجاه البنوك والديون الخاصة بالإضافة لخطر تعرض أسرته للشتات والطرد بسبب عدم سداد أقساط وإيجارات مساكنهم ، وهذا يضعنا أمام مسؤولية إنسانية وإجتماعية تحتم علينا جميعاً الوقوف بجانبهم ودعم قضيتهم وأن نكون صوتهم المسموع الذي يذكر بمعاناتهم مع ملاك تلك الشركات والتي حصدت عشرات المليارات إن لم تكن مئات من خلال مسيرة عملها الممتدة لسنوات طويلة في كبرى المشاريع وعلينا عدم القبول بمبررات ملاكها ممن يتحججون اليوم بمبررات واهية لايقبلها عقل ولامنطق خاصة إذا علمنا بأن أصحابها ممن تتصدر صورهم وأسماؤهم "مجلة فوربس" لأثرى رجال الأعمال في العالم ..

خاطبنا..يا معالي الوزير


صدرت قبل فترة قرارات مصيرية وتنظيمية حساسة تتعلق ببدلات وعلاوات المواطنين العاملين في القطاع الحكومي، وهي مما لا شك فيه بأنها قرارات اقتصادية بحته وهامة تخرجنا كما فهمنا من عنق الزجاجة والأزمة الاقتصادية الراهنة وترسم خطوط ومسار مستقبلنا والانتقال لمرحلة جديدة تقلل من إعتمادنا على النفط كمصدر رئيسي للدخل، وإلى هنا لاخلاف في ذلك إذا قدمنا المصلحة العامة على الخاصة .
لكن رغم ضخامة الحدث وأهميته وتأثيره المباشر على حياة ومعيشة أعداد كبيرة من أفراد المجتمع، إلا أن السادة الوزراء المعنيين بهذا الشأن اختاروا الصمت المطبق لتبدأ رحلة التخمينات واستغلال المغرضين لهذا الفراغ المعلوماتي لتأليب الناس ودس السم بالعسل ، فيما قام فريق آخر بتحليل القرارات بناء على رؤيته وفهمه المحدود ليخلط الحابل بالنابل لتزداد حيرة المجتمع مع هؤلاء المتصدرين للمشهد، في ظل غياب التطمينات والشرح الكافي من معاليكم يا أصحاب القرار والعلاقة .


يامعالي الوزراء.. كل في إختصاصه ألا ترون بأن مخاطبة المواطنين بعد صدور القرارات مباشرة في مؤتمر صحفي يحضره الإعلاميون والاقتصاديون وذوي الشأن وإجابة التساؤلات وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وشرح الأهداف المرجوة من هذه المتغيرات ومكاسبها المستقبلية وتفنيد مايروجه الجهلة ، وغلق أبواب ترويج الإشاعات في وجه المتربصين بمجتمعنا أمراً يستحق منكم بعض الإهتمام .

نحن لا نبحث عن لقاء تلفزيوني جاء متأخراً ومسجل مسبقاً ومحدد المحاور والإجابات، بل عن تفاعل فوري مع المواطنين وإشعارهم بالشراكة الحقيقية في تنفيذ الرؤية دون تجاهل لتساؤلاتهم المشروعة ، ولعلي أذكر معاليكم بأن الرؤية عندما أطلقت كانت تتحدث عن شراكة المواطن فيها وبأنه الجزء المؤثر والأهم والأكبر في أهدافها، لذلك نحن لا نطلب من معاليكم الكثير بل عن حقنا في معرفة التفاصيل والإجابة على استفساراتنا، فالأمر يمس حياتنا ومعيشتنا ومستقبل أبنائنا، ومن واجبكم نشر التطمينات التي تخاطب قلقنا وعدم تركنا للمتردية والنطيحة ليحلل ويفسر كما يشاء ، وعليكم أن تقتدوا بصاحب الرؤية عندما عقد المؤتمرات ودعا الإعلام المحلي والاقتصاديين ونخب المجتمع ليعلن عن الرؤية وأهدافها وإجابة تساؤلات الجميع ،فلامس مشاعرنا وخاطب عقولنا فوقفنا جميعاً لنصفق مؤيدين لتلك الرؤية الطموحة، واستبشرنا بها خيراً فلا تخذلوه وتخذلونا بآلياتكم وتشويهكم لتلك الرؤية الطموحة بتعاليكم على قلقنا.


إبراهيم السليمان 
كاتب سعودي

جحافل السياسة!

http://alrayalaam.com/144097/


تعتبر مقولة «لايوجد صديق دائم ولا عدو دائم» من القواعد الذهبية في عالم السياسيين ويجب أن تكون أول مبدأ يتعلمه ويتقنه كل من يود أن يخوض غمار هذا العالم المعقد ، فتباين المواقف السياسية الدولية من قضية لأخرى حسب المصالح الإستراتيجية العليا أمر طبيعي لمن يؤمن بأن دوام الحال من المحال لأنه متغير بطبيعته حسب المتغيرات على أرض الواقع ، إلا أن بعض الدخلاء على هذا العالم المليء بالدهاليز والغرف المغلقة والقرارات المعلنة وغير المعلنة والإتفاقيات المتغيرة وتبدل المواقف حسب ما تقتضيه الحاجة يصرون على تجاهل كل هذا الأمر والتعامل مع الآخرين بمبدأ «الفجور في الخصومة» قاطعين بذلك على أنفسهم أي خط رجعة يرفع عنهم الوقوع في الحرج مستقبلاً عند تبدل المواقف السياسية لدولهم متجاوزين بذلك كل الأعراف المتعارف عليها دبلوماسياً ، فخصم اليوم قد يكون حليف الغد والعكس صحيح إذا تبدلت المصالح العليا وأهدافها وخططها الإستراتيجية.

وأنا هنا لست مخولاً بمصادرة حق أي إنسان من ممارسة حرية التعبير في الشأن السياسي أو غيره لكن أطالب بأن يدرك كل من يخوض هذا الغمار أنه حنكة ودهاء وصبر وطول نفس وقراءة صحيحة للأحداث ، لذا وجب علينا التعامل معها بالقليل من التعقل والإتزان وعدم الإفراط في الهجوم أو الدفاع وأن نعي خطورة المرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة وحاجتنا للتكاتف والتعامل معها بوعوينا وبمبدأ تقديم «الأولويات» والمصالح الكبرى على خلافاتنا الجانبية للحفاظ على علاقاتنا الدولية لدعم مواقفنا السياسية بإستخدام الدبلوماسية الحقيقية التي تحافظ على “شعرة معاوية” مع كل الأطراف الدولية وإستمالة المحايد منهم وتحييد كل من يميل لدعم خصومنا وإحراجه أمام الرأي العام الدولي من خلال رقي التعبير وقوة الحجة والبينة التي تضعف من مواقف خصومنا أمام العالم دون اللجوء للإسفاف والمهاترات الرخيصة والتي لاتخدم توجهات ومصالح بلداننا الخليجية فالمهاترات والحوارات المتدنية والمحتقنة والتراشق وتوزيع الإتهامات بالإمكان ممارسة هوايتها في عالم صراعات متعصبي الأندية الرياضية لا في عالم السياسة فهذا العالم رغم قذارته إلا أنه لازال محافظاً على برستيجه المخملي.
ابراهيم السليمان
كاتب سعودي

‏معركة الفكر!

http://alrayalaam.com/90955/


‏منذ بداية أحداث الربيع العربي المشؤوم طفى على السطح مخطط الحزب الأممي، بعد أن كان خافتاً ومحصوراً في جمعياته و مجالس رموزه ممن سقطت أقنعتهم وخرجوا من خلف الستار ليكشفوا عن إنتمائهم وولائهم الحزبي على الملأ ، في مشهد صاحبه تصفيق المؤيدين ممن جندوهم من خلال مؤتمراتهم الشبابية وتنظيمات رحلاتهم الخارجية المشبوهة للشباب على مدى سنوات كنا فيها في سبات عميق عن أخطارهم وأحلامهم وأهدافهم ، حين كانوا يستهدفون فئات عمرية صغيرة من شبابنا كي يتمكنوا من التأثير عليها مبكراً وأدلجتها لتتوافق مع مخططهم الكبير، وزرعهم في بعض المنابر الإعلامية والدينية والمواقع ذات التأثير المباشر والغير مباشر على المجتمع ، ليكونوا ذخيرتهم التي يضربون بها كل مخالف يخالف توجهاتهم وأطماعهم في السيطرة على مقدرات دولنا الخليجية والعربية تحت ذريعة قيام الدولة الأممية الواحدة من خلال إيديولوجية إرتدت عباءة الدين وتسترت بشعارات المصلحة الإسلامية العليا ، بينما في واقع الأمر هي ليست أكثر من تنظيم سياسي طامع في الحكم والسيطرة على منابع النفط لخدمة مشروعهم الأممي ومصالحهم الضيقة التي ترضخ لأوامر قيادات خارجية ، متلاعبين بعقول شباب لم يجدوا التوعية المبكرة من خطر هذا التنظيم الذي أصبح يستعرض قوته علناً ويؤجج الشارع العربي والخليجي ضد الحكومات وضد كل من يخالفه وينتقد قيادته ورموزه الحزبية.
واستخدموا لتحقيق ذلك كل الوسائل المتاحة لترهيب الآخرين من خلال إطلاق قطعانهم البشرية التي تم تغذيتها بأفكارهم الحزبية على أفراد مجتمعاتهم ممن لم تنطلي عليهم هذه اللعبة السياسية، ليؤدي كل فرد من هذا القطيع مهامه المنوطة به بإسكات ومهاجمة كل صوت وطني حر يطالب بالالتفاف حول القيادات الخليجية والعربية لمواجهة ما يحدث من محاولات لتدمير مكتسباتنا وشق صفوفنا، لتمكين وتسهيل مهام رموزهم الحزبية للسيطرة على أوطاننا والإنفراد بمقدراتها بما يتوافق ويخدم مصالحهم الحزبية وإقصاء كل الأصوات المخالفة لمشروعم الحزبي ، وتشتيت المجتمع بقضايا سطحية تهدر طاقات شبابنا وتشغلهم في سجالات عقيمة لاترتقي لحدث الساعة ومواكبة الأخطار التي تحيط بنا من كل جانب من خلال نشر السلبيات القليلة وتضخيمها وإخفاء كثير من الإيجابيات وتهميشها ، لينشروا بذلك الإحباط والسوداوية بين أفراد المجتمع وهز صورة الحكومات الخليجية لدى شعوبها.
وبعد أن فاق الكثير من المواطنين وجدوا أنفسهم أمام تنظيم قد استفحل أمره في ظل وجود سياسة «الصبر على هؤلاء»، في وقت تعصف فيه المتغيرات الإقليمية والدولية والمصيرية بالمنطقة، وأن أكثر مانحتاجه وحدة الصف واستجماع طاقات الشعوب خلف قياداتها لمواجهة أخطار حقيقية تهدد سلمنا واستقرارنا ووحدتنا ومستقبلنا، وعلينا أن ندق طبول المعركة الفكرية لمواجهة هذا الفكر.
هي معركة لاتقل أهمية عن معارك جيوشنا العسكرية التي تخوضها من أجل أمننا وسيادتنا ، وعلينا أن نعي جيداً بأنه لم يعد للمجاملة والاحتواء لأمثالهم مكان ويجب أن نتحمل مسؤولياتنا كمواطنين بمحاربة وتعرية من يقدمون مصلحة وأطماع رموز تلك التيارات على مصلحة الوطن، من خلال سد كل الثغرات التي يحاولون التغلغل من خلالها للسيطرة على الشارع وكسب تأييده للقفز على السلطة من أجل خدمة أجندة حزبية بعيدة كل البعد عن التفكير بالمصلحة الوطنية التي ينشدها كل مواطن حر لم يسلم عقله لهؤلاء.
إبراهيم السليمان 
كاتب سعودي

عالم الرق الجديد!


مع انتشار مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الالكترونية وتأثيرها المباشر على المجتمع، عادت معها تجارة الرقيق للواجهة مرة أخرى بعد أن تلاشت واختفت من المجتمعات المدنية، لتعود وتزدهر من جديد مع الظروف السياسية التي تعصف بالمنطقة برونق وشكل جديد ، حيث نشأت في تلك المواقع سوق رائجة إختص تجارها من السياسيين المستترين بإستغلال بعض من الشخصيات الإعتبارية المعروفة لتكون أذرع تنفذ عمليات البيع والشراء لذمم وولائات بعض أصحاب الفكر والرأي وبعض أصحاب الحسابات المشهورة في تلك المواقع والتي تمتلك قواعد جماهيرية كبيرة ، وتجنيدها لخدمة أهداف مالكهم المجهول الذي إستطاع من خلال نخبته المختارة أن يشتري رقيقه بمختلف مقاماتهم بحفنة من الأموال المعبأة في حقائب جلدية فاخرة أو برحلة سياحية مجانية أو ببضعة عقارات خارجية.
أما رخيص النفس منهم فيشتريه بجوال ذكي يفضح غباء هذا المملوك الذي جعل من نفسه بوقاً رخيصاً وأضحوكة في عالم الرق الجديد ، وغاب عن هؤلاء بأن صفقات ومزادات سوقهم مكشوفة ومفضوحة للعيان ، وأنه مهما كانت صفقة الشراء سرية سيستشف ويكتشف الناس تلك الصفقات المشبوهة من خلال التغيرات المفاجأة في آراءهم وولائاتهم الخارجية وترويجهم للشخصيات التي إمتلكتهم بثمن بخس، ليكشف هؤلاء عن أنفسهم بطريقة ساذجة تفضح عبوديتهم وولائهم لسيدهم الجديد.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

‏بشت الفقير!

http://alrayalaam.com/95850/



في غالبية المجتمعات المدنية يكون هناك تباين وفوارق بين أفراد المجتمع مادياً وإجتماعياً وتعليمياً، وتستطيع من خلالها أن تميز بينهم لكنك أيضاً تشعر بالإحترام المتبادل لأن ثقافتهم تم بناءها على أن الآخر مكمل له ومهما تدنت وظيفته فهو يقوم بدور مجتمعي مهم لايستغني عنه ، بينما في مجتمعاتنا الخليجية ومع طفرات النفط أصبحنا لانفرق بين الغني والفقير فالجميع يرتدي البشت وينشد الفخامة والظهور بمظهر الوجيه الذي لاتسمح له وجاهته رغم غرقه بالديون من ممارسة بعض الأعمال المهنية المربحة.
لقد تركنا المهن التي كان الأجداد يمتهنوننها للأجانب من باب أن ذلك معيب بحق مقام الفرد الخليجي، وتقمصنا دور الوجيه الذي يرتدي البشت المذهب ولايخلعه حتى في منامه، وابتعدنا بذلك عن القيام بالأعمال المهنية التي استحوذ عليها الأجنبي ليجني ثمار خيرات بلادنا ليكون ثرياً ووجيهاً حقيقياً في بلاده حين تملك العقارات والأطيان من مايجنيه من عمله في بلداننا الخليجية ، بينما شبابنا غارق في ديونه وفي أقساط سيارته الفارهة وفي سداد مستلزمات وجاهته وبحثه عن العمل الإداري رغم شكواه الدائمة من صعوبة حياته للقاصي والداني الذي يستغرب تقاعس هذا الشباب عن مناجم الذهب المهنية في بلاده ، ولا أعلم متى سنفيق من غفلتنا لنمارس جميع الأعمال والمهن لنجني عوائدها التي لاتخفى على أحد، كما كان يفعل أجدادنا دون خجل أو امتهان للعمل ونبتعد بذلك عن الوجاهة الوهمية التي صنعت لنا طواويس بشرية لم تعد ترى حقيقتها ، وأخرجت لنا جيل لايقبل إلا بالمكاتب الإدارية الفاخرة.
لقد ابتعدنا بسطحيتنا كثيراً عن واقعنا لنعيش أحلام لايمكن تحقيقها بتفكيرنا المحدود الذي ينصب في البحث عن رفاهية سرقتنا من أن نكون شعوب منتجة تمارس جميع الأعمال الشريفة ولاتنظر لها بأنها أعمالاً معيبة في قرارة أنفسها ، رغم أننا نصفق كثيراً لأي مواطن يبدأ نشاطه المهني وندعمه ونتغنى بإنجازه وتغلبه على ثقافة العيب ،فهل لإزدواجية معاييرنا دور في تناقض مفاهيمنا؟.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

‏المقطع الذي «هز السيد»!

http://alrayalaam.com/97487/

‏كنا نعتقد بأن حصون حسن زميرة قوية وليس من السهولة اختراقها لنكتشف لاحقاً بأن مقطع ساخر اخترقها وهز أركان الضاحية الجنوبية ودمر هيبتها في ثواني معدودة ، وأخرج قطعان السيد من حظائرها لتتباكى على سيدها الذي هزمه مقطع ساخر وأثار غضبه وغضب تياره والتيارات المتحالفة معه.
ولو كنا نعلم بأن هذا السلاح الإعلامي الفتاك هو من سيقض مضجع سماحته لبادرنا بقصفه بمقاطع ساخرة عديدة خاصة بأننا نمتلك مواهب نووية في هذا المجال ، ياسماحة السيد اهدأ قليلاً ودعنا نتحدث بالعقل والمنطق ، فأنت من تملك «الصواغيخ» حسب لفظ السيد لحرف الراء ، التي سلطتها على لبنان وأهله وأنت من يملك قراره السياسي والقضائي والعسكري والإقتصادي، ومثل هذا الغضب وتأجيج الشارع لايعكس إلا هشاشتك وأن كل قوتك تستمدها من بعض شباب لبنان الذي غيبته بخطاباتك الثورية وصدرته لحروب خاسرة لاتعني لبنان ومواطنيه لا من قريب ولابعيد.
دع عنك ياسيد زميرة هذا الغضب التافه ، واغضب على نفسك التي ضيعت لبنان وشبابه وباعته لإيران بثمن بخس، ودع عنك كثرة الخطابات وتوزيع الإتهامات لإخفاء جرائمك بحق لبنان وتدمير اقتصاده من أجل إرضاء سيدك في طهران، وكفاك عبثاً في أرواح أزهقتها من أجل أن تمارس عنتريات زائفة من خلف الشاشات ليصفق لها السذج ممن خسروا أبنائهم ومواردهم ليعيشوا في فقر رسمته أنت وسيدك الذي غرق وأغرقك معه بدماء أبرياء لبنان وسوريا واليمن والعراق ، أفلا يستحق كل ذلك غضبك على نفسك بدلاً من غضبك لنفسك؟.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

‏سوق الوهم!

http://alrayalaam.com/101281/



‏في عصرنا هذا أصبح للوهم قيمة بعد أن كان بلاقيمة ليصبح له سوق رائجة بتعدد سلعه في سوق الحياة المعاصرة ، وسآخذك عزيزي القارئ من خلال حروفي المتواضعة في جولة صغيرة تغطي جانباً بسيطاً من هذا السوق الكبير لعلنا نرى من خلالها سوياً كيف باع بعضنا عقله للوهم.
بداية جولتنا ستكون من ركن وهم الشفاء من الأمراض والمس والسحر سواء كان بستار طبي غير معتمد من المنظمات الطبية المعتمدة أو بعباءة دينية استغلت يأس المرضى ممن يبذلون الغالي والنفيس من أجل شراء علاجهم نسأل الله لهم الشفاء والعافية، وأنتقل بكم لركن آخر من هذا السوق الكبير يختص بمرضى طالبي الشهرة والمكانة الإجتماعية في مواقع التواصل من خلال شراء المتابعين الوهميين ليعيشوا وهم كذبتهم وتغطية شعورهم بالنقص، ليأتي بعده بازار وهم الأكاديميين ممن خدعوا أنفسهم قبل خداع مجتمعاتهم بشهادات وهمية مزورة مدفوعة القيمة دون عناء من أجل الإفتخار بألقاب لايستحقونها.
ولايمكن بحال من الأحوال أن لانمر على الركن الأكبر في السوق والمتمثل بملوك الوهم الذين إختاروا أن يعيشوا وهم تدمير بلداننا العربية والإسلامية من أجل تمكين بغداديهم الذي باعهم وهم الخلافة وبأنه الخليفة المنتظر الذي سيحكم عالمنا العربي والإسلامي تحت مسمى الدولة الإسلامية ، لنختتم زيارتنا ببسطات مساكين الوهم ممن تعلقت قلوبهم بخزعبلات قراءة الفنجان والكف والودع ، ومن هذه الجولة المختصرة أقول كفانا إستخفافاً بعقولنا ولنعد لرشدنا ولنقاوم تجار الوهم الذين تمكنوا من السيطرة على عقول بعض السذج.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

معركة الأتباع

http://alrayalaam.com/117336/



منذ إندلاع «الربيع العربي» المشؤوم شهدت المنطقة سجالات وخلافات منها السطحية ومنها العميقة بين أنصار ومؤيدي الرئيس السيسي من جهة ومؤيدي الرئيس أردوغان من جهة أخرى أشد أنواع المعارك الفكرية والسياسية فالصراع الجدلي بين «فرق حسب الله» الخليجية مثير للضحك فكلا الطرفين يحاول أن يسجل نجاحات السياسة السعودية الخارجية لجماعته وزعيمه الأجنبي المحبوب في ظاهرة حزبية تعجز العقول عن إستيعاب كيفية تغييب عقول أفرادها لتصبح جوقة تؤدي أدوارها بنشاز يزعج كل إنسان وطني حر ، حيث أن هؤلاء المغيبين مهما قدمت لهم أوطانهم فهم لايعيرون إنتباهاً لإنجازاتها المتعددة في كل المجالات ولا بما يقدمه قادتهم من نجاحات سياسية وإقتصادية وعسكرية وقف لها العالم أجمع إحتراماً و تقديراً لتلك القوة التي نهضت لتقول للعالم «كفى نحن من سندير شؤون منطقتنا»
وعلى هؤلاء الحزبيين تجاوز مصالحهم الحزبية الضيقة وأن يلتفتوا لمصالح دولهم الخليجية ، فالخليج سيستمد من تلك العلاقات قوة أكبر تدعم خطابه ومواقفه السياسية في المنطقة والعالم، فنجاح السعودية ومعها دول الخليج في خلق وبناء توازن سياسي وإقتصادي وعسكري مع مصر وتركيا وكسبهما معاً لخدمة مصالحهم العليا والإستراتيجية وتشكيل تحالف إسلامي يرتكز على مكامن قوة العالم الإسلامي المدفونة والمغيبة خطوة تستحق تصفيق الأتباع المغيبين، فكلا الدولتين تعتبران مكسباً هاماً في هذه المرحلة لدعم مواقف وسياسات الدول الخليجية في مواجهة أحداث المنطقة العصيبة والمتغيرات الحساسة في المواقف الدولية، ورغم عدم معرفتي لسبب محبة هؤلاء الأتباع الجياشة للخارج والتي تجاوزت حب الوطن وقيادته لتقع في حب دول وزعامات خارجية رغم أن من يتكفل برواتبهم وتعليمهم وعلاجهم وصرف جوازات سفر خليجية جعلت منهم سواح وطلبة ورجال أعمال وضيوف مرحب بهم في كافة دول العالم وعلى هذه «الفئة خاصة» أن توقف حربها الهزيلة والممتدة منذ إندلاع الربيع العربي الذي إنقضى وفشل وذهبت معه أحلام من كانوا يطمعون في الإنقضاض على بقية عروش المنطقة إلى غير رجعة إلا من بعض زوبعات هنا وهناك تعصف بإستقرار وأمن بعض الدول العربية إلى يومنا هذا، فهل علينا أن نعيش تلك التجربة حتى نعي حجم ماتمر به المنطقة من أخطار تهدد أمننا القومي والإنتباه لمكتسباتنا والمحافظة عليها رغم النواقص الكثيرة التي ننشدها ونطالب بها، لذلك علينا كمواطنين خليجيين تحمل المسؤولية التي تنتظرها منا أوطاننا في هذه المرحلة الهامة مهما إختلفنا أو تجاذبنا المواقف في مختلف القضايا وتجاوزها كي نستطيع أن نورث لأجيالنا القادمة ماورثه لنا أبائنا وأجدادنا من إستقرار وتنمية ووطن حفظ لنا كرامتنا ومنحنا الكثير من خيراته، وعلينا أيضاً توحيد مواقفنا خلف قادتنا والذين بحكمتهم إبتعدوا بنا وبأوطاننا عن الإنجراف خلف عواطف وأهواء فئات وأطياف الشعوب الحزبية والشخصية في مواقع التواصل وغيرها وساروا بالسفينة نحو بر الأمان بحكمة سيسجلها لهم التاريخ بماء الذهب في هذه المرحلة التاريخية الحساسة من تحول العالم كما سيسجل لها شجاعتها في سرعة إتخاذ قراراتها ومواقفها وبسالتها ودهائها وبعد نظرها في مواجهة قرارات الغرف المغلقة للدول العظمى التي تريد نشر الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط وإعادة توزيع التركة.
إبراهيم السليمان

‏حدك ياصغير.. هذا أبومتعب

http://alrayalaam.com/118115/


‏ها قد مضى عام ونصف على رحيل ملك القلوب والإنسانية المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز أو كما نحب أن نسميه نحن السعوديين «أبومتعب» باني النهضة والإنسان والذي لو أفرغت له كل مقالاتي لذكر مناقبه وإنجازاته، وماذا قدم لقضايا الأمة الإسلامية والعربية ناهيكم عن ماقدمه لوطنه من مشاريع تنموية لن توفيه كل حروفي حقه، ولذلك لن أستطرد في تلك الأعمال التنموية والاقتصادية والتعليمية والسياسية وغيرها من أعمال قدمها للأمة الإسلامية ولمواطنيه وشهدها القاصي قبل الداني، وسأكتفي بمخاطبة فئتين أولهما المنافقين ممن يتزلفون للعهد الجديد بتهميشهم لإنجازات العهد السابق، وهذه الفئة معروفة ومفضوحة ولاتستحق عناء الرد لأنها بممارساتها هذه حطت من قيمتها وقدرها عند القيادة قبل المواطنين، أما الفئة الثانية وهي الأخطر والمعنية بمقالي هذا لحملها أجندات خارجية حزبية تنشد خلخلة استقرار هذه البلاد لتمرير أجندتها السياسية حيث أنهم لازالوا يحملون الكره والأحقاد في قلوبهم تجاه وطننا، وهذا الملك الذي أجهض بحكمته وبعد نظره مشروع ربيعهم المشؤوم، وأسقط أحلامهم بالقفز على عروش الشرق الأوسط والإستئثار بحكمها وبثرواتها مما جعلهم يصابون بالهلوسة عند ذكر أسمه ، لكنهم يجهلون أن أبومتعب كان أباً للمواطنين قبل أن يكون ملكاً عليهم وصاحب قلب كبير إتسع لكل أبناء هذا الوطن لذلك عندما نتحدث گسعوديين عن هذا الإنسان، فحديثنا عنه غالباً مايكون بلغة القلوب والتي يصعب على الخونة وأصحاب المصالح والأجندات الحزبية من فهمها حيث أنهم لازالوا يتطاولون على هذه القامة الكبيرة همزاً ولمزاً وتصريحاً، وكيف لا وهو من نسف كل أحلامهم ، ونصيحتي لهؤلاء بأن يكفوا أذاهم عنه وأن يكفوا محاولاتهم المستميتة البائسة لتشويه إنجازاته فهو رغماً عنهم متربع في قلوبنا للأبد ولن ينجحوا في تشويه عهده العامر والذي شهد نقلة نوعية لبلادنا وأحدث متغيرات إيجابية كثيرة في المجتمع السعودي ، ولذلك لن يستطيعوا النيل من قامته العالية لأنهم بإختصار «أصغر» بكثير من أن يسقطوه من قلوبنا ولن يحالفهم النجاح في الفصل بينه وبين إمتداد العهود السابقة واللاحقة والتي كان لكل عهد منها لبناته التي ساهمت في بناء هذا الصرح العملاق، ورفع راية هذا الوطن في المحافل الدولية منذ عهد المؤسس رحمه الله الذي أسس هذا الكيان المبارك على الوحدة والمحبة والوئام والتلاحم والإنصهار في مجتمع واحد نشاهد اليوم صلابته وإندماجه وتحقيقه لإنجازات لايستطيعون إنكارها أو تهميشها أو تجاوزها ، وأذكر هؤلاء أيضاً بأن أبومتعب رحمه الله قد أصابهم بمقتل، وقتل كل طموحهم الذي كانوا يعدون له منذ سنوات طويلة للإستيلاء على حكم المنطقة من خلال ندواتهم ومؤتمراتهم وغرفهم المغلقة ورحلاتهم المنظمة لتجنيد المغيبين وتغليف عقولهم بالأجندات والإيديولوجيات التي تخدم مشروعهم الطامع بالسلطة، فلقد أصابنا منه كل خير ينشده الأنسان مما جعله جزء لايتجزء من قلوبنا.
إبراهيم السليمان

‏دلع الشياب!

http://alrayalaam.com/118895/



من حين لآخر يطل علينا بعض تجارنا «الشياب» من أبراجهم العاجية لمخاطبتنا بلغة برجوازية مقيته تُحّمل «الشباب» مسؤولية البطالة وبأنه المتسبب الأول في إرتفاع نسبتها نتيجة دلعه وإتكاليته على الغير، وغاب عن هذا التاجر «الثرثار» أن الشاب السعودي شاب طموح مكافح لم تتاح له فرصة العمل نتيجة إنعدام الثقة في قدراته وإبداعاته من أمثالك ناهيك عن المبررات الساذجة التي تكررها كل حين حيث أنها لاتمت لواقعنا بصلة ، لكن ذلك الدلوع يعتقد بأنها كافية لتعفيه من نقدنا بعدم توظيف شبابنا في إمبراطوريته التجارية والتي تعج بالعمالة الأجنبية ، ومن باب التذكير أذكر الثرثار بأن شركاته ومجموعاته لم تقدم للوطن إلا فواتير تحصيل الأموال وجباية جيوب المواطنين، حيث أننا لو تتبعنا مسيرته التجارية الطويلة سنجد بأنه لم يقدم أي برنامج داعم لتأهيل شباب الوطن وتوظيفهم بل على العكس من ذلك تماماً كان داعماً ولازال لتوظيف أمواله في دول أخرى وتشغيل شبابهم العاطل بدلاً من إستثمارها في شباب وطنه.
ياسعادة التاجر «الدلوع” الشاب السعودي اليوم يصارع الحياة بسواعده ولم يترك عملاً شريفاً إلا وكان باحثاً عنه ، لذلك دع عنك «دلع الشياب الماسخ» وإهبط من برجك الألماسي وقدم برامج تأهيلية ملموسة تعود بالنفع على شباب بلادنا التي أغرقتك بخيراتها بدلاً من المزايدات الرخيصة كل حين على شباب الوطن ، وأنظر لغيرك من التجار الوطنيين ممن حملوا هموم المواطن وفتحوا أبواب مصانعهم وشركاتهم لشبابنا وقاموا بتأهيلهم علمياً ومهنياً في موقف إنساني قبل أن يكون وطني ، ولعلي هنا أجد الفرصة المناسبة لشكرهم على تلك المساهمة الحقيقية في التنمية..
إبراهيم السليمان

‏فرسان بني جهل

http://alrayalaam.com/120932/

‏إعتدنا خلال السنوات الماضية وإلى يومنا هذا على بعض الحمقى ممن يتبنون الليبرالية وإطلاقهم لأفكار لا تعبر عن مبادئ الليبرالية الحقيقية بقدر ماتعبر عن أمراضهم النفسية والترسبات المتراكمة والتي تكونت بفعل الأهواء وضغوط المتشددين ، وتعمد هؤلاء “المدعين” وتجهالهم بأن المجتمع السعودي بغالبيته مجتمع محافظ بطبيعة حاله ، ولا يبحث عن الإنحلال والفسق والفجور بل عن الحياة الوسطية المحافظة على دينها وعقيدتها والبعيدة عن تطرف وغلو المتشددين وفسق وإنحلال المنحلين ،
‏ويبحث عن إستعادة حياته الطبيعية التي أختطفت منه نتيجة إستسلامه للرأي الواحد المتشدد ، واليوم بعد إستعادة الأمور ومحاولة إعادة حياتنا لنصابها قفز هؤلاء لفرض أجندتهم وكأنها مطلب شعبي مضللين بذلك الرأي العام ، دون الإشارة لحقيقة المطالب التي تعارض التحرر من القيم والمبادئ التي نشأ عليها المجتمع وأن المطلب الحقيقي هو كسر قيود الصحوة المشبوهة والتي كبلته بأهواء رموزها وأتباعها ممن إنقادوا خلف أحزابهم وجماعاتهم ، لتصبح حياتنا جحيماً لايطاق من تحريم بعضهم لكل مباح ، إلا أن ذلك لايعني بأن المجتمع يريد أن يقفز على الضفة المقابلة والتي تحلل كل حرام …
ابراهيم السليمان

‬إنها السيادة.. ياسادة

http://alrayalaam.com/124314/

في الأمس القريب عبر بعضنا عن غضبه وامتعاضه من بعض قرارات الدول الصديقة والحليفة، وهذا حق مشروع لأي شخص بالتعبير عن رأيه، طالما لم يتجاوز حدود رأي المواطن الواعي والملم والمدرك لما يدور حوله من أخطار بعيداً عن التشنج الهستيري والتأجيج والأخذ بعين الإعتبار خطورة مثل هذه التصرفات الصبيانية والتي لا تعكس توجهات وعلاقات قياداتنا الخليجية مع تلك الدول .
فنحن اليوم بأمس الحاجة لرأب الصدع والتماسك ومواجهة عاصفة المؤامرات والمخاطر التي تستهدف منطقتنا العربية والخليجية ، فعلاقتنا وروابطنا التاريخية مع تلك الدول الحليفة والصديقة أكبر بكثير من قرار تصويت أو توجه إقتصادي مغاير لايتوافق مع سياسة وتوجهات دولنا الخليجية، سواء في الملف السوري أو اليمني أو غيرها من الملفات السياسية والإقتصادية ، وعلينا أن لا نتجاهل حق تلك الدول بسيادة قراراتها وتوجهاتها طالما أنها لم تتجاوز الخطوط الحمراء العريضة والتي تمس سيادة وأمن وإستقرار ومصالح دولنا الخليجية العليا.
كما علينا أن ندرك بأن السياسة متغيرات ومصالح إاستراتيجية تتبدل من حين إلى آخر، ومن واجبنا احترام أي قرار سيادي يخص تلك الدول والتي تتمتع بالاستقلال التام، حتى وإن أغضبتنا وأثارت استيائنا بقراراتها في بعض الملفات السياسية وتحمل مسؤوليتنا التاريخية كمواطنين بدعم قادتنا والمحافظة على حلفائنا وأصدقائنا، والعمل على توطيد علاقاتنا معهم في زمن سقطت فيه كل نظريات الاعتماد على العلاقات الثنائية مع الدول العظمى والممتدة منذ عقود طويلة .
فاليوم نواجه مخططات خبيثة تستهدف دولنا الخليجية والسعودية على وجه الخصوص لأنها العامود الفقري للخليج العربي ومتى ما انكسر إنهار الجسد الخليجي ، فمصر وتركيا وغيرها من الدول الحليفة والصديقة والتي لازالت في خندقنا تتفق معنا في ملفات وتختلف في أخرى حسب مصالحها الخاصة ، كما أنها أثبتت في أكثر من موقف تمسكها بشراكتنا حين ربطت مصيرها بمصيرنا وتأكيدها وإلتزامها الدائم على الوقوف معنا بكامل عتادها وقواتها ومقدراتها أمام أي إعتداء اقليمي أو دولي يهدد أمن وسلامة حدود دولنا الخليجية.
لذلك أنصح بعض المندفعين حماساً أو جهلاً خلف أصحاب الميول الحزبية والسياسية بالهدوء والتروي والتعقل والتدبر والابتعاد عن ردات الفعل المتشنجة، والتي تثير البغضاء والشقاق بين شعوب تلك الدول وعدم الإنسياق خلف بعض الأبواق الإعلامية الرخيصة هنا وهناك، والتي تقتات على تلك المهاترات والصراعات لتضمن تدفق قيمة أحبار أقلامها المأجورة والحاملة لأجندات مجهولة تخدم أهداف أعدائنا.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

ما هكذا تورد الإبل .. ياوزراءنا

http://alrayalaam.com/125692/


لازالت أصداء الحلقة «المعطوبة»تتردد بين المواطنين حتى أنها قد تجاوزت بأصدائها حدود الوطن لتتصدر عناوين الصحف والمواقع الإخبارية العالمية، حين قامت بإستغلال تصريحات ضيوف الحلقة الإعتبارية لتمرير سخريتها من اقتصادنا وإنتاجية مجتمعنا السعودي ،وكيف لا تقوم بذلك وهي فرصة ذهبية مجانية قدمت لهم على طبق من ذهب وبلسان مسؤول حكومي.
اللقاء كان يتناول شأن محلي بحت ولا أعلم حتى الساعة سر إختيار تلك القناة وعدم إختيار القناة الرسمية لبث اللقاء المسجل مسبقاً وبعيداً عن موضوع الناقل ، كنا لا نحتاج لأكثر من لغة هادئة تخاطب وعينا لتوضح لنا آليات السياسة التقشفية الحالية والقادمة منها وإيجابياتها وسلبياتها وانعكاساتها المستقبلية على المدى المتوسط والبعيد على المواطنين والإقتصاد الوطني، وخطة مواجهة تبعات تغيير تلك السياسات المالية والحلول الفعلية المقدمة لتفادي سلبياتها ، وسنتفهمها وندعمها بوعينا واستشعارنا لحجم مسؤوليتنا وواجباتنا في هذه المرحلة الخطرة تجاه مصلحة بلادنا.
لكنهم تجاهلوا كل هذا واختاروا نهج التهويل وبث الخوف من المستقبل بين أفراد المجتمع وعكس صورة سلبية دون أخذهم بالحسبان نتيجة إنعكاس تصريحاتهم تلك على المواطنين أنفسهم والتأثير المباشر على سمعتنا الدولية وعلى جذب الأستثمارات الأجنبية ،
فخروج وزير الخدمة المدنية وهو يلغي جهود وإنجازات الموظفين ليختصر إنتاجيتهم بـ«ساعة»وتلويحه لهم بمخاوفه من مستقبل صندوق تقاعدهم «ضربة لقوتنا العاملة» ووزير مالية يحاول أن يصور لنا بأن مشاريع التنمية السابقة رغم أهميتها وقطفنا لبواكر ثمارها اليوم تتحمل مانحن فيه من ضغوط إقتصادية «ضربة لجدوى المشاريع الإقتصادية»، ونائب وزير الاقتصاد والتخطيط يرهبنا بخطر إفلاسنا الوشيك «ضربة لمتانة إقتصادنا» .
لن أعتبرها وغيري كثيرون ظهور ذكي أو دهاء اقتصادي أو إعلامي بقدر ما سنعتبرها تشويه لحقيقة متانةاقتصادنا ومعطيات ثرواتنا البشرية والنقدية والنفطية والسياحية والمعدنية والدينية وغيرها من الثروات المتعددة ولله الحمد والمنة ، كما سنعتبرها نسف لجهود سنوات مضنية تكاتف فيها الجميع قيادة وشعبا، على مدى عقود من العمل الجبار لبناء سمعتنا الاقتصادية المتينة والتي حاكت بفضل الله اقتصاديات العالم وفرضت تواجدنا بين أعضاء دول العشرين .
ولعلي ختاماً أخاطب معاليهم بلسان المحب لوطنه.. اعملوا على جذب رؤوس الأموال والشراكات الإقتصادية والتقنية والتجارية الضخمة لتوطين الصناعات المتقدمة في بلادنا ، وخلق فرص العمل للمواطنين “«المنتجينورفع مستوى معيشتهم ورفاهيتهم وصنع إقتصاد تنموي زاهر لأجيال قادمة لانريد لها الإعتماد على سلعة النفط وسنصفق لكم كثيراً.
إبراهيم السليمان
كاتب السعودي

أيها الغرب .. إنها المرأة السعودية!



ما إن أطل علينا حساب إخباري أمريكي عالمي بتغريدته المشبوهة في موقع التواصل «تويتر» حين طالب من خلالها نساء السعودية بالتواصل معه، وسرد قصصهن وحياتهن ومعاناتهن في المجتمع السعودي في خطوة لا تنم إلا عن خبث إعلامي، بنكهة إستخباراتية لإستخدام قصصهن كوسيلة ضغط ومساومة إعلامية وسياسية ضد بلادنا، تصدت المرأة السعودية للمشهد بحضورها المتميز واللافت للنظر، لتمطرهم بردودها القاسية والموثقة بالصور والبراهين لتقلب الموازين وتضع إستحقاقات حماية حقوق المرأة الأمريكية فوق الطاولة ووجوب تحويل تلك «الفزعة الإنسانية»لمن هم بحاجتها لديهم وأقرب لهم منها.
أيها الغرب.. ماتجهلونه عن المرأة السعودية رغم جراحها في بعض حقوقها ،أنها الأم والزوجة والأخت والابنة، وهي من أنجبت أجيال ورجال هذا الوطن ولن تتخلى عن قيمها ومواقفها وصلابتها في الدفاع عن أرضها وأهلها وناسها ومجتمعها متى ما تعرضوا لأي مخاطر تهددهم كما هو مذكور وبوضوح في كتب مستشرقينكم ، فكيف بمواقفها اليوم وهي المثقفة والمتعلمة والواعية والمتصدرة في مجالاتها ومساهماتها بمختلف التخصصات والمهن، إضافة لمشاركتها الفعالة في بناء وتنمية مجتمعها والنهوض بمقوماته وبذل جهودها المشكورة للارتقاء بوطنها ليصبح في مصاف الدول المتقدمة.
نعم .. هي تبحث عن حقوقها وتصارع مجتمعها العنيد لتنال حقوقها التي لا تتعارض مع شريعتنا السماوية، وتعيش حالة الشد والجذب وتشعر بقسوة مجتمعها ووقوفه أمام بعض مطالبها، لكنها فضلت وبكامل إرادتها أن تكون حصناً منيعاً من حصون الوطن كما عودتنا بمواقفها المشرفة ، وأثبتت للقلة القليلة من المشككين بقدراتها وإمكانياتها بأنها أكبر من شكوكهم الرجعية والمتخلفة.
وكمواطن سعودي رأيت من الواجب علي أن أشكر كل سعودية وطنية حرة شاركت في دحر تلك التغريدة المشبوهة، ووقفت أمامها بأنفتها وشموخها لتكون خط الدفاع الأول عن الوطن ورد كيد الكائدين ، لتؤكد لنا بموقفها هذا إستمرار عطائها وعظيم وعيها بحجم مسؤولياتها السياسية والإجتماعية والاقتصادية ،
وسنبقى دائماً وأبداً نفخر بكن ليقيننا بأن آباءنا وأجدادنا، وملوكنا حين انتخوا بنساءهم في معاركهم وشدائدهم لم يكن ذلك مبنياً على جهل بل عن علم ويقين بمعدن ومكانة رفيعات الشأن.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

ساعة غضب

http://alrayalaam.com/126883/


استفزتنا «ساعة» معالي وزير الخدمة المدنية عندما استشهد بدراسة قديمة رفضت في حينها عن إنتاجية الموظف السعود، فصببنا جام غضبنا المستحق عليه ، لكننا بنفس اللحظة تجاهلنا بعض صحتها انتصاراً للنفس ، ولو استثنينا منها الموظفين القائمين بأعمالهم ، سينكشف لنا الوجه الآخر والمخيب لآمالنا بعدم جودة إنجاز وأداء وحضور«بعض» موظفي الدوائر الحكومية ممن اختاروا جانب الإتكالية على زملائهم المجتهدين وليتسببوا في تعطيل أعمال مراجعي إداراتهم وأقسامهم ، إضافة إلى بعض «النفوس الشينة»وسوء تعاملها مع الجمهور وتعاليها عليه.
وهذا يؤكد لنا بأن المجتمع الوظيفي الحكومي ليس مستورداً من المدينة الفاضلة وفيه من السلبيات التي تحتاج للعلاج السريع ، وأنه من واجبنا الإعتراف بوجود بعض القصور في الأداء والإنجاز الحكومي ،ولنتمكن من علاج هذا الخلل علينا وبشكل عاجل تسخير التقنية الإلكترونية لتقييم أداء الموظفين من المراجعين أنفسهم، كما هو معمول به في بعض الجهات لقياس مدى رضى العميل ، على أن يتم تطويرها وربطها بالترقيات والعلاوات والفصل من العمل في حال لم يصل الموظف للحد الأدنى من نسبة الإنجاز والمكافأة في حال تجاوز الحد المطلوب، لنتمكن بذلك من القضاء على الغيابات والتسرب أثناء اوقات العمل الرسمي وإهمال المعاملات، وفقدها في بعض الحالات والقضاء على الإفطار الجماعي بين الموظفين وتعطيلهم للمعاملات، وعدم إحترامهم لوقت ومعاناة المراجعين وإرتباطهم بأعمال أخرى.
كما أنه سيحقق نسب عالية من الإنجاز ونشر ثقافة جديدة لدى موظفي الدولة بأنه لا وجود بعد اليوم للواسطة وشفاعة الأقارب وأن زمن «محد داري عنك»انتهى ، وأن الإنجاز والإنضباطية وخدمة المراجعين هي السبيل الوحيد لحصد الترقيات والعلاوات ورئاسة الأقسام والإدارات وتجاهلها يعني التسريح من العمل، كما أننا أيضاً سنقضي بذلك على مظالم أصحاب الكفاءات ممن يبذلون جهودهم في بيئات عمل تتجاهلهم وتقتل تنافسيتهم وطموحهم ورغبتهم في التطوير والإرتقاء بخدمات إداراتهم.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

في وسط الزحام!

http://alrayalaam.com/128501/


ما إن تشرق شمس النهار حتى أنهض كسائر الكادحين على الموعد المعهود وأداء الطقوس الصباحية المعتادة والتي تمنحك الحد الأدنى من الحصانة المزاجية ضد ضغوط زحام الطرقات، إلا أن بعض السائقين لهم رأي مختلف ولا يلبثوا إلا أن يخترقوا تلك الحصانة بتهورهم وعدم مبالاتهم وإعتقادهم القطعي بأن الطرقات العامة عبارة عن أملاك شخصية وأن من يقود أمامهم يمتلك مروحية تنتظر مرور موكب سعادة السائق «النفسية» لتفسح له طريق مزدحم بالكاد يتحرك، ويعج بنماذج زميله السائق «المرعب» ممن يكون خلفك ولا يسقط الجوال من يده فتعيش لحظات الرعب والقلق من «خبطة» خلفية تهدم كل ملذات حصانتك المزاجية.
أما إذا ابتليت بالسائق «المشكلجي» فهذا لا يقف عند تحطيم حصانتك المزاجية فقط بل مستعد أن يدمر سيارتك بكاملها وأن يضربك ضرباً مبرحاً حتى لو قتلك ليشفي غليله من تجاوزك له ، وكيف لا وهو يصطبح بشيلة «دق خشوم» ولا يعلم عن انشغالك بالدعاء بأن لا تصادف دورية في طريقك اليومي وتطلب منك بإزعاجها إفساح الطريق وهي بلا مهمة طارئة فتعلق في فوضى الإفساح والقطار الطويل الذي تجره الدورية خلفها من المستغلين ، وكيف لايستغلونه فهو موكب مجاني في زحام خانق.
ختاماً.. أسأل الله لي ولكم السلامة من طرقاتنا المجنونة كما أسأله أن نرى تطبيقاً صارماً للقوانين المرورية بحق كل متهور ومستهتر بأرواح الناس.

إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

مشانق ماكينزي!

http://alrayalaam.com/128755/

لن أختلف مع بعض الإقتصاديين بأن ماكينزي مؤسسة مالية عريقة وتحمل تاريخ طويل في عالم الإستشارات المالية والإقتصادية على مستوى العالم ولن أسهب كثيراً في هذا وأرتدي عباءة الإقتصادي المخضرم الذي لايشق له غبار ، بل سأتحدث بلسان الإنسان البسيط الملم بقليل القليل من أبجديات الإقتصاد ، والعارف بأن تاريخ ماكينزي ليس براقاً كما يروج له البعض ، بل حافل بالفشل في ميادين متعددة مع شركات وبنوك عالمية استعانت بخدماتها الإستشارية والتي فشلت من خلالها بتقديم المشورة الفعالة التي تنتشلهم من أزماتهم ، بل أنها في بعضها زادتهم سوءاً وزجت بهم في أنفاق مظلمة انتهت بهم بكوارث اقتصادية ليتزامن مع الكارثة إطلاق مبرراتها المتكررة مع كل إخفاق ناتج عن ماقدمته بأن المتسبب بفشلها هم التنفيذيون ممن لم يقوموا بدورهم على أكمل وجه في تنفيذ معايير إستشاراتهم المقدمة.
ولعلي أنصح القارئ الكريم بالعودة لتاريخهم الحافل بالإخفاقات، كما حدث على سبيل المثال لا الحصر مع جنرال موتورز وبنك جي بي مورغان وشركة أنرون، ونتائج استشاراتها للعديد من الشركات إبان الأزمة الإقتصادية العالمية السابقة ، وهذا كفيل بكشف جوانب كثيرة من حقيقتها وواقعها الذي يحاول أن يلمعه لنا البعض.
جميعنا اليوم متفهمين ضرورة انتهاج سياسات مالية تقشفية، وهذا أمر طبيعي يتفهمه حتى المواطن البسيط تقديراً منه للوضع الإقتصادي الراهن الذي يمر به العالم أجمع، وتسجيلاً لموقف وطني يحمل بين طياته كل الوفاء والولاء للوطن والقيادة، ونظراً لكل هذا كلي أمل بالمعني بالأمر بأن يعيد النظر في بعض بنود تلك الدراسات والإستشارات وأن يراعي ملائمة وتوافق نتائج تلك الدراسات والإستشارات مع طبيعة حياتنا فالمستشار الأجنبي يتعامل معنا وكأننا «أرقام رأس مالية» لا أكثر من ذلك.
كما أتمنى أن أرى مستشارينا الاقتصاديين السعوديين الأكفاء وما أكثرهم اليوم ومن مختلف المدارس الإقتصادية العالمية ، والأخذ بآرائهم وتوصياتهم ليسهموا بجهودهم العلمية والوطنية والمشاركة في رسم سياسات وعناوين تلك الإستشارات الإقتصادية لتتناسب مع واقعنا الحقيقي ومفاهيمنا وطبيعة معيشتنا، فهم الأقرب لمشاكلنا وحاجاتنا وقدراتنا المعنوية والمالية ، وأن يتم العمل الجاد على تنفيذ أهم بنود الرؤية الطموحة، والتي تطالب بتحسين ودعم مستوى دخل المواطن من خلال جذب رؤوس أموال المستثمرين الأجانب وتسهيل الاجراءات والقضاء على البيروقراطية وتقديم التسهيلات وكل وسائل الجذب الإستثماري لكبرى الشركات والمصانع العالمية لخلق فرص العمل، وتأسيس بيئة صناعية إنتاجية بسواعد شبابنا وبناتنا وتحفيزهم على تحقيق أهداف الرؤية الكبرى لتنقلنا لمصاف الدول المتقدمة بصناعاتها وإنتاجها ، بدلاً من التركيز على استهداف مداخيل المواطن الضعيفة والتي لا تحتمل كل تلك الرسوم والفواتير الأساسية الباهضة والتي يتنافس في فرضها تنافساً منقطع النظير معالي الوزراء ، لذلك أناشد المسؤولين بالتأني في الأخذ بتلك الإستشارات وإعادة النظر في بعض بنودها وعدم السماح لماكينزي بنصب مشانقها المالية أمام جيوبنا ومستوى معيشتنا قبل الأخذ بالوسائل الأخرى المتاحة أمامنا لترشيد الإنفاق الحكومي.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

بائعة..الشاي

http://alrayalaam.com/135209/

على ذاك الرصيف ومن بين غبار السيارات ظهرت بشموخها وأنفتها أمام أباريق الشاي، متحدية كل الظروف القاهرة والعادات التي فرضها مجتمعها عليها لتجني بضعاً من الريالات التي تسد بها بعض متطلباتها، بعد أن عجزت عن إيجاد وظيفة تلبي أدنى احتياجاتها المعيشية، وإلى هنا والمشهد رائع إذا كان يتعلق بالعمل الشريف والاعتماد على النفس وتحقيق الذات والإرادة والطموح ومواجهة البطالة وعدم الركون لـ«الحلطمة» التي إعتادها كثيرون.
لكن إذا تناولنا الموضوع من الجانب الآخر له سنصاب بالحسرة والألم على إمرأة بذلت وقتها وجهدها ومالها لنيل شهادة جامعية تعينها على مواجهة ظروف الحياة، لكنها لم تجد إلا طريق أباريق الشاي للنجاة من العازة والحاجة، وهي من تقطن في دولة تعد من أغنى وأكبر اقتصاديات العالم، لذلك على المسؤول اليوم أن يبتعد عن التنظير السابق والابتعاد عن الحلول الوقتية والتي لاتقدم حل جذري للأزمة وأن لا يعتمد على لغة الأرقام والإحصائيات الشكلية والمبنية على وظائف وهمية صنعتها وساهمت في تكريسها برامج «نطاقات» وزارة العمل، فالنجاح على الورق ليس بالضرورة أن يكون انعكاس للنجاح في الواقع ، وعلى المعني بالأمر أن يبادر فوراً بتأهيل شبابنا لحاجات السوق الفعلية من خلال الدورات المهنية والإدارية المكثفة ، وتوفير الحماية لهم من فوضى سوق العمل وانتشار وتكدس العمالة الرخيصة والسائبة.
كما يجب التشديد على تقنين التأشيرات وإغلاق الأبواب الخلفية لمعقبي «العبث» في إستخراج التأشيرات ليتمكن السعوديين من نيل فرصتهم الكاملة بعيداً عن التشكيك المتكرر في قدراتهم وإمكانياتهم، حيث أن شبابنا السعودي قد أثبت في أكثر من موقع جدارته وتميزه في العمل متى ماتوفرت له السبل والاهتمام وبيئة العمل المنصفة.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

هوية الحجاز .. والمثالية العوراء .!

هوية الحجاز .. والمثالية العوراء .!
..
برز وسم "هوية الحجاز" في موقع التواصل الإجتماعي تويتر گردة فعل على ترسيخ مفاهيم مغلوطة عن ثقافة وتراث وهوية الحجاز الحقيقية والتي يروجها "الإعلام اللا مسؤول" حين يصر على إظهار الحجازي ولسنوات طويلة بمظهر الساذج ذو اللسان المعوّج وبأزياء فانتازية لا توجد إلا في خيال مخرجي تلك الأعمال التلفزيونية ، مجردين الحجاز من هويته الغنية باللغة والفصاحة والبلاغة والتراث والتقاليد والتعايش والفلكور والأصالة والعراقة وجمال وتعددية ألوان وفنون الحجاز وصناعاتها وعمرانها وعلومها وحضارتها الراسخة وحصره في تلك الصورة النمطية الساذجة فقط ، بعد "إهمال" واضح من أصحاب الأرض في إبراز عراقتهم وكنوزهم التاريخية والثقافية والمكدسة بين كتبهم ووثائقهم ومدنهم وقراهم وجبالهم وسهولهم ووديانهم وصحاريهم كما في سائر أركان بلادنا الحبيبة ،

 فقام حينها الكثير من أبناء وبنات قبائل الحجاز والمعروفة والممتدة جذورها لآلاف السنين في المنطقة منذ عهد أبينا إسماعيل عليه السلام بتبني عرض هويتهم الثقافية العربية الأصيلة والتعريف بها خاصة أنهم منبعها ومصدرها الأساسي لتصحيح تلك المفاهيم الخاطئة لدى المجتمعات الأخرى فتفاعل معهم الكثير من أبناء الخليج والعالم العربي والإسلامي ممن إهتموا بالتعرف على حقيقة إرث حجازنا الجميل مهبط الرسالة السماوية وحاضن الحرمين الشريفين والغني بثقافته وحضارته مما أزال العديد من الصور الذهنية السائدة ،

إلا أن هذا الحراك الثقافي الجميل والعادل قد أغضب بعضهم فإستنفر كل جهوده لمهاجمته وتشويه هدفه ورسالته السامية وتحويله لساحة مهاترات عنصرية سطحية لتعطيل التعريف بالهوية الحجازية الحقيقية والمغيبة عن منصات الإعلام معتقدين بأفعالهم تلك بأنهم سيمنعون كل منصف ومحب لوطنه وقيادته من إبراز إرثه التاريخي العريق وسيقبل بطمسه حتى لايتهم بالعنصرية ، بل أن بعضهم قد أصابته "لوثة دماغية" جعلته يذهب إلى أبعد من ذلك حين إنتزع وطنية رواد هذا الوسم الثقافي التراثي وإتهمهم بالعمالة الخارجية وبأنهم أدوات فتنة وشق صفوف وبث كراهية وعنصرية في محاولة رخيصة لتأليب الدولة والرأي العام وإظهارهم بمظهر أعداء الوطن رغم أنهم أكبر ضحية لعنصرية "ناعمة" يمارسها ضدهم بعض أصحاب الألقاب الأكاديمية والثقافية والإعلامية والذين لازالت آراءهم العنصرية والمعلنة موثقة ويتم تداولها إلى اليوم في مواقع التواصل الإجتماعي ،


أما عن دخول بعض نجوم المثالية على خط  هذا الحراك الثقافي وتناولهم لردة الفعل وتعنيفها وتجاهلهم للفعل ذاته فهذا يكشف لنا طغيان المصلحة الخاصة على جانب عدالة الرأي لذلك لا أقول لهم إلا : مثاليتكم "زائفة وعوراء" ..

السعودية للسعوديين..!

http://alrayalaam.com/153086/



في بداية نشأة الدولة السعودية إحتاجت الحكومة لبعض الخبرات والمهارات في مجالات عدة للعمل على تنفيذ خططها في التوسع العمراني والتعليم والصحة والإسكان وغيرها من الخطط التي وضعتها «الحكومة السعودية»، وحينها كان العالم مفتوحاً أمامها لإستقطاب أفضل الكفاءات العالمية ، إلا أنها منذ ذاك الحين وإلى يومنا هذا تحمل في قلبها النابض هموم إخوتنا العرب والمسلمين فبادرت بإستقطاب وتوظيف العديد منهم بمقابل مادي من باب المساهمة في نهضة الأمة العربية والإسلامية، حيث قدّم الكثير من هؤلاء مشكورين خدماتهم الجليلة وساهموا بدعم أبناء السعودية الأوائل لبناء اللبنات الأولى وإستمروا معنا جنباً إلى جنب ننهض بخبراتهم وينهضون بأموالنا في منفعة متبادلة لا تمنح أحدهما خاصية التميز عن الآخر حيث أنهم إستوفوا قيمة جهودهم المبذولة مادياً وأكثر بكثير .
لكن اليوم تبدلت الحالة الإقتصادية للمنطقة برمتها وتغيرت موازين القوى العاملة في السعودية وهناك أولويات تحتم على السعوديين المطالبة بتوطين الوظائف الإدارية المتوسطة والعليا فلدينا من الكفاءات السعودية التي إستثمرنا فيها أموالنا وجهودنا لسنوات طويلة تنتظر فرصتها ودورها لتساهم بسواعدها وعلمها في نهضة وبناء وطنها ، إلا أنها دوماً تصطدم بتكدس الأجانب ممن يشغلون غالبية المهن العادية والغير عادية بشكل لايستوعبه المنطق و العقل ولا حتى العاطفة ، ورغم تشديدي على توطين المهن الحرفية والمهنية لما فيها من مكاسب مادية كبيرة وإيماني المطلق بأهمية دورها ومساهمتها في المجمتع أجد نفسي أذهب إلى المطالبة بتوظيف شبابنا من حملة الدبلومات والشهادات الجامعية والدراسات العليا ممن يستطيعون بكل مهنية وجدارة القيام بالمهام الإدارية الكبرى والصغرى بالإضافة إلى أعمال التسويق والمبيعات والسكرتارية والمحاسبة والبرمجيات والتصنيع وغيرها من المهن التي يشغلها أجنبي لايمتاز عن السعودي الا «بتدني الراتب فقط».
لست ضد وجود الأجنبي المحترف والمتخصص في تخصصات غير متوفرة في أبناء الوطن مع يقيني الكامل بأننا أصبحنا اليوم نمتلك ترسانة بشرية علمية في جميع التخصصات وخريجين من أفضل الجامعات المحلية والعالمية ، لكني «ضد القبول بمعالجة بطالة الآخرين على حساب بطالة السعوديين» ، لذلك على بعض المقيمين ممن غضبوا من هذه المطالبة العادلة إنصاف شباب الوطن من الخريجين والخريجات والعاطلين عن العمل وحقهم الأصيل بإيجاد الفرصة المناسبة لهم في وطنهم وعدم تحمليهم فشل حكومات بلدانهم الأم والتي لم توفر لهم فرص عمل مناسبة تعفيهم من هجرات العمل.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

أزمة أخلاق!

http://alrayalaam.com/149353/


مما لا شك فيه بأن العالم السياسي مليء بالمتغيرات حسب المصالح بين الدول ، لكن اللافت للنظر في الأزمة الحالية بأن هناك أزمة أخلاقية تتصاعد معها وتجبرنا أن نضعها تحت دائرة الضوء ، فالخلاف السياسي الحالي كشف لنا جوانب عديدة كنا نجهلها في بعض أفراد الشعوب الأخرى والتي كنا نحسن الظن فيها ونتجاهل إساءات بعض أفرادها تيمناً بقول الله تعالى «وأعرض عن الجاهلين» ، وإيماناً بمقولة الشافعي : العفو عن الجاهل أو الأحمق أدب.
إلا أن إنحدار بعضهم بخطابه ولغة حواره للوحل الذي نجهله أيضاً جعلني أتناول هذا الموضوع لأننا تربينا في بيوت كريمة واكتسبنا أخلاقياتنا من أجدادنا الأوائل، والتي امتدت لقرون تنمي فينا سمو الأخلاق والإيثار والمكارم ولن ننزلق لحفلات الردح الشوارعي ، لذلك سنترك لهم الوحل فهو أرضهم الخصبة التي تغذي أخلاقياتهم وسنتمسك بسمو أخلاقنا وأصالتنا وثوابتنا الإسلامية والعربية التي تربينا عليها.
أما قضية الصدقات التي كانت تعبر للحجاز وتوزع فهي في حقيقتها لا تتجاوز الكيلو متر، وغالباً ما تخصص لفقراء المسلمين ممن قدموا من بقاع الأرض لأداء فريضة الحج ، وعلى من يستخدم تلك الحجة المعيبة بأن حاكمه العثماني كان يتولى إعاشة الجزيرة العربية، والتي لطالما أذاقت هذا العثماني أشد أنواع الويلات أن يباشر فوراً وبلا تردد ولا خجل بإعادة قراءة التاريخ كي لايظهر بمظهر الساذج الذي يهرف بما لايعرف ، ولازلت أراهن على أن هذه الشريحة لاتمثل كل أطياف وأخلاقيات تلك المجتمعات الكريمة، لذلك على الشرائح الصامتة والتي نعهد أصالتها ورفعة أخلاقها أن تقف في وجه من أساء لأخلاقياتهم وأصالتهم قبل أن يسيء للآخرين والمبادرة برفض هذا الانحطاط السلوكي الذي يمارسه بعض أفراد مجتمعهم والوقوف أمامه بحزم، فالعلاقة الشعبية والمصاهرة والنسب بين أطياف البلدين ستبقى أكبر من مهاتراتهم الوضيعة .

إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

هزيمة السوداوية!

http://alrayalaam.com/147123/


لطالما كنا نطالب بأن يكون المواطن شريكاً إيجابياً في تحقيق أهداف الرؤية ودعم مسارها من خلال الحضور والمساهمة والتواصل الدائم مع المسؤول والإطلاع على ما يخص الشأن العام حاضره ومستقبله وتنمية الروابط بين القيادة والشعب ومخاطبة الشارع السعودي، بدلاً من مخاطبة الإعلام الغربي وعندما تحقق ذلك أبى بعضنا إلا أن يرمي «مفرقعات التفاهة» التي تنشر الإحباط بين أفراد المجتمع حيث اعتاد مثل هؤلاء على توزيع وجبات إحباط دسمة تدغدغ أحاسيس إحتقانهم وتغذي جذور سوداويتهم وتنشر روح إنهزاميتهم ، لكن هذا الحال تم وأده وفضحه بزيارة استغرقت بضعة ساعات غلبتها المكاشفة والمصارحة ليتحول معها حتى طرح بعض ممن كانوا يتصدرون مشهد نشر السوداوية والإحباط للطرح الإيجابي والتفاؤل بمستقبل زاهر.
ولا يمكننا لومهم على تبدل قناعاتهم وآرائهم إذا كانت الإجابة على كل تساؤلاتهم وإستفساراتهم صادقة وواضحة وتضع النقط فوق الحروف من المسؤول المباشر عن الرؤية بعيداً عن تخمينات وإشاعات ودسائس مراهقي المعارضة السياسية، فإنصاف الحقيقة هو الفارق الحقيقي بين الإصلاحي الوطني والبوق الأجير الذي لايحمل في يده إلا معول هدم لا يطرب إلا من في نفوسهم مرض لذلك فإنه من المعيب التشكيك في ذممهم ووطنيتهم.
أما بعض الإعلاميين والشخصيات المهمشة في المجتمع ممن سخرت من الحضور والمناسبة فأني أدعو الديوان أن يوجه لهم دعوته الكريمة فيبدو أن «السيلفي» يثير حنق و «غيرة البعض».
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

عودة لمزمار.. اليونيسكو

http://alrayalaam.com/140369/


عندما تناولت موضوع المزمار«الأفريقي» وتسجيله كتراث «عربي»أصيل لمنطقة الحجاز لم يكن يعنيني في المقام الأول اللون الفني بحد ذاته أو قبول الناس له من عدمه او حرمته من حلاله فهذه تعود للذائقة الشخصية وللقناعة الدينية ولحرية ممارسة هذا اللون من الفنون، لكن لأعبر عن رأي شريحة كبيرة من المواطنين ترى في إعتراضها أنه أكبر من تلك السجالات الجانبية والسطحية والتي يحاول بعضهم فرضها.
فما حدث نسف وطمس لتاريخهم وفلكورهم الذي امتدت جذوره لآلاف السنين فجاءهم من اقتلعها بكل سهولة مجرداً المنطقة من كل فنونها وفلكورها وثقافتها المتجذرة لقرون، ليغرس بديلاً عنها أمام العالم نبته مستوردة دخيلة تمثل منطقة وقارة أخرى، وكأن الحجاز يفتقر لثقافته وليس أكثر من منطقة خاوية من الحضارة والفنون الأصلية ليسد فراغها بثقافة مستوردة لاتمت للمنطقة بأي صلة.
كما إني أعجب من «فزعة» بعض المثقفين ممن هبوا بشكل جماعي لإنقاذ هفوة زميلهم التاريخية، وتمييع وتهوين الخطأ المجحف بحق جزء من مكون هذا الوطن ، فالقضية أكبر من مجاملاتهم الثقافية وتسطيحهم لها ووصف كل مهتم بتوضيح الحقيقة وتصحيح الخطأ التاريخي بالعنصرية لإغلاق باب نقاش ومعاتبة وتحميل زميلهم المثقف مسؤولية ماحدث أمام المجتمع وترهيب كل من يتفاعل بهذه التهمة المعلبة والمستهلكة من قبلهم ، فالقارئ الجيد لتاريخ المنطقة يعي تماماً بأن سكانها الأصليين كانوا ولازالوا يضرب بهم مثل التعايش وتقبل المختلف واستضافته واحتوائه ومجاورته وإكرامه وإلا لما إستطاع أي مهاجر من أن يقيم ويعيش ويندمج في هذا المكون الإجتماعي الأصيل لعشرات السنين مقيماً بينهم بأمن وأمان وتحت حمايتهم لسنوات عديدة ، لذلك على من يتهمهم بالعنصرية إستشعار القليل من الخجل وأن يتفهم أسباب إمتعاضهم من التهميش والتلاعب بتاريخهم وطمس هويتهم.
إن القلق من قضية التوثيق في اليونيسكو لايقف عند سطحية تفكير بعضهم لأن لها أبعاد ومخاطر أبعد وأكبر بكثير من هوى راقص في فرقة شعبية أو غاوي «غشنة» مزمار أو رغبة شريحة نكن لها كل الإحترام والتقدير حيث تعايشنا معها واعتبرناها من نسيجنا الإجتماعي وشاركتنا الإنتماء لهذا الوطن المعطاء تحت مظلة قيادتنا الرشيدة ، ولايجب أيضاً أن نغفل عن آلية إتخاذ قرارات الأمم المتحدة السياسية والإجتماعية والإقتصادية وغيرها من القرارات المصيرية والتي تتم بناءاً على العودة لمراجعها ووثائقها المسجلة لديها بصفة رسمية ، ناهيكم عن أنهم بهذا التوثيق سلبوا السكان الأصليين حقهم الأصيل وحرموهم من تسجيل تراثهم وفلكورهم وهويتهم في ملفات اليونيسكو ومن التعريف بثقافتهم وفلكورهم عند أي باحث سيستند على مصادر الأمم المتحدة.
وإستباقاً لردود المتصيدين في الماء العكر وممن يأولون الكلام أقولها صادقاً بأنني ممن يحترم ويقدر التنوع والتعدد فهو إثراء ثقافي ومعرفي شريطة أن لا تنسب الأمور لغير أهلها ولاتسمى الأشياء بغير مسمياتها ، فالجالية الهندية على سبيل المثال استقرت وسكنت في بريطانيا منذ عهد الإمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس ومارست فنونها وألوانها وفلكورها الهندي الجميل وتعايشت مع الشعب البريطاني الذي بدوره شاركهم ممارستها والإستمتاع بها والرقص على أنغامها ورغم كل ذلك لم تجرؤ تلك الجالية أو أي مسؤول بريطاني من السعي لتسجيلها وتوثيقها رسمياً في المحافل الدولية كفلكور يمثل بريطانيا وفي جانب آخر من العالم أستشهد بأستراليا والتي رغم تنوع وتعدد الهجرات إليها إلا أنهم جميعاً إندمجوا في ثقافتها وفلكورها واعتمدوا رقصة «الهاكا» كهوية تمثل تلك القارة ولم يجعلوا من البريك دانس أو الفلكور الآسيوي ممثلاً لها.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

مزمار اليونيسكو!

http://alrayalaam.com/138931/


لعبة المزمار من الثقافات والفنون الأفريقية التي هاجرت مع أهلها للجزيرة العربية منذ زمن وهو لون إستطاع أن يبرز من بين «الفنون المهاجرة» للجزيرة العربية واستطاع أن يجذب إعجاب بعض الجماهير فهو لون شهير له عشاقه ومحبيه ولهم حرية إقامته وممارسته والإستمتاع به ، لكن ذلك لايعني تأصيله وإقصاء وإزاحة كل فنون وفلكور وثقافات الحجاز والغنية بالتراث الأصيل والممتدة جذورها لقرون طويلة كـ« المجرور والخبيتي والقلطة والرجز والزهم والحداية والمجالسي والحيوما والرديح والزير ولاحقاً التعشير» وغيرها كثير من ألوان الفنون المتنوعة والتي اشتهرت فيها ثقافة الحجاز منذ الأزل وتجاهلها الدكتور زياد الدريس وفريق عمله وفرع وزارة الثقافة وجمعية الثقافة والفنون ليتوجوا رسمياً فن المزمار «المستورد» لتمثيل تراث المنطقة في قائمة اليونيسكو رغم غربته وانتفاء ارتباطه الجذري والتاريخي بالمنطقة وسكانها الأصليين والذي نص إعلان الأمم المتحدة بموجب قرار الجمعية العامة في عام ٢٠٠٧ بشأن حقوق الشعوب الأصلية في المواد١١ و١٢ و١٥ و٣١ والمادة ١٠ من جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان الدورة الثلاثون البند الخامس على حمايتها وقبل الأمم المتحدة، والأهم أن الملك حفظه الله من أكبر الداعمين والمطالبين بحفظ تراثنا وأصالة ماضينا فهي كنزنا الذي نستمد منه رسم مستقبلنا.
إن إهمال البحث والتدقيق في تاريخ الحجاز والجزيرة العربية بشكل عام والإعجاب بـ «لعبة المزمار الأفريقية الأصل» أوقع متبني هذه الفكرة في خطأ جسيم لايقع فيه من في أكاديميتهم وخبراتهم المحلية والدولية ، وأتساءل وغيري كثير عن الآليات والمراجع والمصادر التاريخية التي إعتمدوها للمضي قدماً في توثيق وتسجيل لعبة المزمار«الأفريقية” كتراث وفلكور حجازي “عربي».
إن ماحدث عبث فلكوري لن يغفره لهم التاريخ فهم ظلموا نشأة وأصول المزمار وإنتزعوها من جغرافيتها الأفريقية، والتي نحترمها ونقدرها ونستمتع بثقافتها وفنونها المتعددة التي ميزتها عن بقية القارات، كما سلبوا حجاز الجزيرة العربية حقه بتوثيق تراثه المتميز والمتنوع،
ومن ماسبق أناشد القائمين على هذا التوثيق امتلاك الشجاعة الأدبية لإعادة النظر والتروي والبحث والتدقيق والإستعانة بالمؤرخين الموثوقين كي تعود الأمور لنصابها.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

وكلاء الجشع!



أطل علينا سعادة القنصل التجاري الكوري الجنوبي من خلال تصريح لم يصبنا كثيراً بالدهشة حين صرح بأن بعض الوكلاء المحليين يضاعفون أسعار المنتجات الكورية ثلاث مرات عن الأسعار الحقيقية والموجودة في نقاط بيع المنتج في البلد المصنع، وكيف لا يضاعفون أسعارهم وأسواقنا عبارة عن أرض خصبة للفوضى والجشع وغياب التنظيم،
الجهات الرقابية غارقة في سباتها العميق إلا من بعض تحركات متأخرة تتم على إستحياء إذا أصبحت الفضيحة قضية رأي عام ماجعل تجار الجشع يستهينون بالمستهلك، لعلمهم بأن اتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة وتطبيق أقصى العقوبات بحق المتلاعبين يعتمد على الإعتبارات الإجتماعية والصدفة المحدودة، التي قد تجمع مابين مستهلك واعي وتاجر جشع .
سوقنا الغارق في بحر الجشع يحتاج منا للتكاتف في ظل غياب الدور الرقابي الفعال وممارسة دورنا المجتمعي لتأديب هؤلاء بسلاح المقاطعة وفرض إعادة أسعار المنتجات لطبيعتها بالوعي الاستهلاكي.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

مزماركم وتعشيرنا!

http://alrayalaam.com/123638/

منذ عهد أبينا إسماعيل عليه السلام وبناء البيت المعمور وتناسل ذريته من بعده ، ومكة وأرض الحجاز تشهد توافد العديد من القوافل التجارية وقوافل حجاج بيت الله الحرام بالإضافة لبعض المضيومين ممن هجروا أوطانهم نتجية البطش والتنكيل وآخرين منهم قدموا لطلب الرزق أو العلم أو خدمة البيت العتيق وضيوفه، فاستضافتهم القبائل العريقة التي تأوي المستجير وتكرم الغني والفقير وتسقي الضمآن وتجبر الكسير ، إلا أن تلك الهجرات لم تؤثر على موروث وثقافة المنطقة وقبائلها وسكانها الأصليين وحافظت على تراثها المتوارث من أجدادهم الأوائل حتى يومنا هذا، رغم أن العهد العثماني حاول ولاته لاحقاً بشتى الطرق طمس وتغير هوية الحجاز لمآرب سياسية في أنفسهم وعجزوا عن ذلك حين اصطدموا بثقافة جذورها راسخة في هذه الأرض المباركة.
وسيعجز أيضاً كل من يحاول اليوم فرض تراثه وثقافته المستوردة من الخارج على الهوية الحقيقية للحجاز ، وعلى من يتطاول على أهل الحجاز الأصليين متهماً إياهم بأنهم بدو رحل وبأنهم لايمتلكون وطن أو تاريخ أو حضارة، وماهم إلا مجرد بدو رحل رعاع يمتهنون الرعي وقطع الطرق أن يعي بأن التاريخ لايمكن لأحد أن يطمسه بلعبة مزمار (أفريقية) أو بأزياء لايخفى على أحد أصولها أو بلهجات دخيلة أو بأكلات لم تعهدها الجزيرة العربية قبل مئة عام أو بأحاديث وقصص مكذوبة وروايات يكتبها إبن الأمس، ممن يجهل تاريخنا.
القبائل الحجازية والمعروفة من السروات وتهامة مثل قريش وخزاعة وكنانة وهذيل وسليم وحرب وهوازن وبني الحارث وعتيبة وعدوان وثقيف وفهم وجهينة، وغيرها من القبائل المعروفة والتي تشهد لحاضرتها وباديتها وتجارتها وكرمها وبسالتها وفروسيتها وقوة جيوشها أصقاع الأرض قاطبة ، ففنونها الشعبية مثل المجرور والمجالسي والتعشير والرجز والعرضة والزهم والحدا والطاروق والقلطة والزامل امتدت لقرون حين توارثتها الأجيال عبر القرون، لتكون من ركائز ثقافة أرض الحجاز الراسخة والتي لايستطيع أن يستبدلها برقصة المزمار، والرقص حول النار كتراث حجازي أصيل كما يصور لنا البعض .
كما أن الحجاز اشتهر أيضاً بأزيائه العربية الجميلة مثل الحمودي والمصدع والقراب والحشكل والمجدول والمزهب وغيرها من الألبسة المتعارف عليها عند الحجازيين والبعيدة عن الألبسة التي تخص مجتمعات تعيش خلف البحار ويحاول البعض أن يجعل منها أساس الزي الحجازي ، ناهيكم عن أكلاتها الشهيرة گالعريكة والعصيدة والخبازة والقرصان والمضير والمعقل والمثرية والهريسة والمضومر والمعدوس، والتي لازال أهلها يعدونها حتى وقتنا هذا في مناسباتهم المختلفة.
فلا يمكن بأي حال من الأحوال الحديث عن الحجاز دون المرور على ألعابه الشعبية كالطيبان والمركوز والزقيطة والشارة ، فمثل هذا التراث والتاريخ الغني لايمكن إخفائه خلف جدار مهلهل لايستر الحقيقة التي يحاول البعض حجبها ، والهدف هنا ليس إقصاء أو تهميش إخوة لنا يشاركوننا حق المواطنة والحقوق والواجبات وخدمة هذا الوطن، فجميعنا نجتمع اليوم تحت راية التوحيد وهذا الوطن وسنكمل مسيرة أجدادنا بإستضافة وإحتواء المجاورين الكرام بقلوب نقية مفتوحة للجميع بمختلف مكوناتهم وثقافاتهم المتعددة، فهم أحبابنا وضيوفنا وجيراننا وشركائنا في بناء هذا الوطن.
وختاماً: هذا المقال يوضح بعض اللبس عند من يجهل تاريخ الحجاز الحقيقي ويحاول تشويهه وحصره في ثقافة وهوية حارة من حارات الحجاز الكبير والغني بثقافته العربية التي سطرتها كتب التاريخ عن رجالات ونساء ومواقف تلك القبائل العريقة، وشهدت لهم جبالها وأراضيها وبيوتها وقصورها وطرقاتها وقلاعها التي تم بناؤها منذ آلاف السنين، حين بدأت تلك القبائل بترسيخ مفاهيم الحضارة والعمران في الجزيرة العربية منذ العهود السابقة للإسلام وقبل وفود المجاورين الذين لايمكن لأحد أن يصادر حقهم بافتخارهم بثقافتهم وإعتزازهم بها وممارستها، شريطة أن لايقصون بشكل متعمد إرث وثقافة وهوية أبناء الحجاز الأصليين ومحاولة طمس تاريخهم وفرض تلك الثقافات الدخيلة كبديل عنها مشوهين بذلك تاريخ المنطقة الحقيقي.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

‏إقلاع رحلة «العجة»..!

http://alrayalaam.com/121470/



‏من حين لآخر تطرح بعض القضايا الفردية للعامة فيتلقفها بعضهم بعاطفته لا بعقله ليعلن حينها كابتن الدرعمة عن موعد إقلاع رحلة «الطيرة بالعجة» فيتوافد عليها الركاب «المدرعمين» من كل حدب وصوب لنيل إعجاب وتصفيق الركاب المرافقين لهم في نفس الطائرة ، فتبدأ مراسم الحفلة الصاخبة ليدلو كل منهم بدلوه ويهاجم عوينتقد ويحرض دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن مصدر الخبر أو حقيقته أو خفاياه وتفاصيله أو الإستماع لوجهة نظر الطرف الآخر في القضية أو إن كان هذا الأمر حق أريد به باطل، ‏ولا أنفي بأن هناك قضايا حقيقية تستحق التعاطف الشعبي والوقوف معها ودعمها لكن ذلك لايعني بالضرورة أن الكثير من هذه القضايا ليست بقضايا مفتعلة يتم تضخيمها بشكل أو آخر لتحقيق أهدافها المشبوهة بإثارة الفتنة بين أفراد المجتمع وتأليبه على قيادته وإشعال فتيل الفوضى ومحاولة شق صف المجتمع ونشر الإحباط بين أفراده ، وهنا يأتي دور الوعي والإدراك وحس المسؤولية الذاتية لمواجهة مثل تلك المحاولات والتي تقوم بإثارتها جهات خارجية مستعينة ببعض من باعوا ولائهم ووطنهم بثمن بخس من أبناء جلدتنا لدس السم في العسل مستغلين بذلك عاطفة المجتمع لتمرير أجندتهم الخبيثة ، وحتى لانكون صيداً سهلاً لهؤلاء يجب أن نكون أكثر حرصاً على إستقاء المعلومات من مصادرها وإنتظار التصريحات الرسمية لنلم بكل جوانب القضية وتفاصيلها وماتخفيه من معلومات ووقائع قد يخفيها صاحب القضية وناشرها قبل أن نلفظ قولاً واحداً أخذاً بقول الله تعالى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ كي لانقع في المحظور ونظلم أحد أطراف القضية فأحياناً يكون الطرف الآخر مظلوماً وضحية لمؤامرة دبرت بليل لأهداف مغرضة في نفس من أطلق القضية ونشرها ، كما أن واجبنا الديني والوطني يحتم علينا في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به المنطقة أن نكون أكثر وعياً وإلماماً بما يطرح فنحن مستهدفون في ديننا ووحدتنا وإستقرارنا وأمننا وأماننا ، وهنا لا أدعو لمصادرة الرأي وحق التعبير لكني أدعو للتروي والتأني وجمع خيوط القضية لنبني عليها آرائنا دون تجني على أحد وحتى لانكون شعب عاطفي يسهل التلاعب به من قبل العدو كيفما شاء ..
إبراهيم السليمان

‏فرسان بني جهل

http://alrayalaam.com/120932/


‏إعتدنا خلال السنوات الماضية وإلى يومنا هذا على بعض الحمقى ممن يتبنون الليبرالية وإطلاقهم لأفكار لا تعبر عن مبادئ الليبرالية الحقيقية بقدر ماتعبر عن أمراضهم النفسية والترسبات المتراكمة والتي تكونت بفعل الأهواء وضغوط المتشددين ، وتعمد هؤلاء “المدعين” وتجهالهم بأن المجتمع السعودي بغالبيته مجتمع محافظ بطبيعة حاله ، ولا يبحث عن الإنحلال والفسق والفجور بل عن الحياة الوسطية المحافظة على دينها وعقيدتها والبعيدة عن تطرف وغلو المتشددين وفسق وإنحلال المنحلين ،
‏ويبحث عن إستعادة حياته الطبيعية التي أختطفت منه نتيجة إستسلامه للرأي الواحد المتشدد ، واليوم بعد إستعادة الأمور ومحاولة إعادة حياتنا لنصابها قفز هؤلاء لفرض أجندتهم وكأنها مطلب شعبي مضللين بذلك الرأي العام ، دون الإشارة لحقيقة المطالب التي تعارض التحرر من القيم والمبادئ التي نشأ عليها المجتمع وأن المطلب الحقيقي هو كسر قيود الصحوة المشبوهة والتي كبلته بأهواء رموزها وأتباعها ممن إنقادوا خلف أحزابهم وجماعاتهم ، لتصبح حياتنا جحيماً لايطاق من تحريم بعضهم لكل مباح ، إلا أن ذلك لايعني بأن المجتمع يريد أن يقفز على الضفة المقابلة والتي تحلل كل حرام …
ابراهيم السليمان

‏ليبرالية «أبو ريال»!



‏ما إن أعلنت المملكة العربية السعودية عن رؤيتها لعام 2030 وقيامها بإعادة هيكلة وزاراتها وإنشاء هيئات جديدة، ضجت مواقع التواصل بردات الفعل على هذه الرؤية العملاقة والتي تعتبر نقلة نوعية كبيرة في مسيرة بلادنا العامرة ، حيث انقسم المواطنين مابين مؤيد ومتحفظ ومطالب بتوسيع إصلاحاتها ومابين معارض لبعض بنودها.
وقام العديد من المواطنين المختصين وغير المختصين بطرح وجهات نظرهم المتعددة حول الرؤية ومن زوايا مختلفه لأنها تتعلق بشأن حياتهم اليومية وتلامس مستقبل أبناؤهم، ولايمكننا النفي بأن منها الموضوعي والواقعي والبناء ومنها السطحي والفارغ والمتربص، لكن علينا أن نتلقف المتميز منها وكيف لنا أن نستفيد منه ليكون إضافة إيجابية تدعم وتخدم الرؤية وأهدافها.
فالحوارات الحميدة ترتقي بالمجتمع وتصل به لمرحلة متقدمة من الوعي يبني من خلالها آراء متشبعة بحس المسؤولية تجاه وطنه وقيادته دون المساس بثوابته وثوابت مجتمعه ، إلا أن كل ذلك لم ينل إعجاب «بعض» مدعي الليبرالية وهم من يفترض بهم تبني مبادئ الدعوة للحوار وإحترام المخالف ورغباته والسعي لنيل الحقوق المدنية وعدم مصادرة حق الآخر في إبداء الرأي.
لكن كل تلك المبادئ تبخرت أمام حب ممارسة الوصاية على المجتمع بفرض القناعة الواحدة، كما كانوا يتهمون خصومهم بممارستها على العامة من الناس، فأحدهم على سبيل المثال جرد المواطنين بكل بساطة من إنسانيتهم التي شهدت لها كل أصقاع الأرض من خلال المساعدات والمواقف الإنسانية وبذل الغالي والنفيس من أجل دعم المنكوبين والفقراء ناهيكم عن التعاطف والتراحم والأخلاقيات والتربية الأصيلة التي نشأ عليها مجتمعنا ، ناسفاً برأيه كل تلك الإنسانية المتجذرة في نفوس أهل هذه البلاد الكريمة بحصره لمفهوم الإنسانية في المسرح والغناء والتمثيل والسينما كما يرى من منظوره الضيق، وآخر يطل علينا بحماقته المعتادة ليتهم المجتمع بالجهل وبأنه لايستحق أن يشارك في رسم مستقبله أو الأخذ برأيه أو حتى إستشفاف تفكيره.
لذلك نحن بغنى عن أصحاب الطبول الجوفاء، كي لا تطغى بنشاز صوتها على جمال أصوات أصحاب العقول ممن يعشقون وطنهم وقادتهم ولا نريد للسوداويين ممن يدقون نواقيس الخطر الخرقاء ونشر الإحباط بين أفراد المجتمع بأن يتصدروا المشهد ، بل نبحث عن أهل الاختصاص والكفاءات الوطنية التي نثق بها للقيام بتحليل الرؤية بموضوعية بعيداً عن العاطفة لتوضيح تفاصيلها وأهدافها وجدواها الإقتصادية وعوائدها على المواطن والأجيال القادمة، حتى يستوعبها المواطن البسيط ويبدي رأيه فيها ليشعر بأنه جزء من هذه الرؤية وبأنه أحد لبناتها وأحد سواعدها التي ستنهض بها وتحقق أهدافها، تحت راية وقيادة قادتنا حفظهم الله بعيداً عن ممارسات التهميش والإستنقاص من المواطن كما يفعل أصحاب المبادئ المضروبة.
إبراهيم السليمان

‏حفلات الإستنزاف!



‏أصبحت حفلات التخرج المدرسية حمل يثقل كاهل أولياء الأمور، حيث إن بعض المدارس قد إتخذت منها وسيلة لجمع المبالغ المالية تحت ذريعة إقامة الحفلات ومستلزماتها، فبعد أن كنا لانحتفل إلا بخريجي الثانوية العامة والجامعات أصبح حتى لمرحلة التمهيدي نصيب من تلك الحفلات وإلى هنا والأمر يسير ويندرج تحت تغذية الشعور بالنجاح والإنجاز.
لكن المتطلبات التي تصاحب تلك المناسبات أصبحت غير معقولة ومكلفة، وتتسبب بحرج كبير لبعض الطلبة وأولياء أمورهم من ميسوري الحال فكيف بذوي الدخل المحدود ، ناهيكم عن الحفلات الخاصة والتي تقام في أفخم الفنادق وبتكاليف باهظة نتيجة اقتراح من طالب أو طالبة من أبناء الذوات فتتبناه المدرسة دون الأخذ بالإعتبار حالة بقية الطلبة المادية.
فيصبح هؤلاء الطلبة بين ناري الانكسار والإحباط بعدم المشاركة، وبين المشاركة واستنزاف دخل الأسرة الذي لايكاد يكفي لمتطلبات حياتهم الأساسية ، ولعل كثيرين يتفقون معي بأنه قد حان وقت تدخل وزارة التعليم لوقف هذا الإستنزاف والهدر ومنع إدارات المدارس من إقامة تلك الحفلات لجميع المراحل بإستثناء حفل تخرج طلبة الثانوية العامة على أن يكون في المدرسة ومحدد المعايير والشروط ، فالمقصد من تلك الحفلات الفرح بالإنجاز الشخصي وتكريم المتفوقين بعيداً عن تنافس إدارات المدارس التي تغذي تلك الظاهرة لحصد لقب أفخم وأغلى حفل يسجل بأسم مدرستهم من جيوب الطلبة وأولياء أمورهم.
***************************************
‏شطحة :
‏لنزرع التنافس العلمي لا المادي.
إبراهيم السليمان