الأحد، 15 يناير 2017

السعودية للسعوديين..!

http://alrayalaam.com/153086/



في بداية نشأة الدولة السعودية إحتاجت الحكومة لبعض الخبرات والمهارات في مجالات عدة للعمل على تنفيذ خططها في التوسع العمراني والتعليم والصحة والإسكان وغيرها من الخطط التي وضعتها «الحكومة السعودية»، وحينها كان العالم مفتوحاً أمامها لإستقطاب أفضل الكفاءات العالمية ، إلا أنها منذ ذاك الحين وإلى يومنا هذا تحمل في قلبها النابض هموم إخوتنا العرب والمسلمين فبادرت بإستقطاب وتوظيف العديد منهم بمقابل مادي من باب المساهمة في نهضة الأمة العربية والإسلامية، حيث قدّم الكثير من هؤلاء مشكورين خدماتهم الجليلة وساهموا بدعم أبناء السعودية الأوائل لبناء اللبنات الأولى وإستمروا معنا جنباً إلى جنب ننهض بخبراتهم وينهضون بأموالنا في منفعة متبادلة لا تمنح أحدهما خاصية التميز عن الآخر حيث أنهم إستوفوا قيمة جهودهم المبذولة مادياً وأكثر بكثير .
لكن اليوم تبدلت الحالة الإقتصادية للمنطقة برمتها وتغيرت موازين القوى العاملة في السعودية وهناك أولويات تحتم على السعوديين المطالبة بتوطين الوظائف الإدارية المتوسطة والعليا فلدينا من الكفاءات السعودية التي إستثمرنا فيها أموالنا وجهودنا لسنوات طويلة تنتظر فرصتها ودورها لتساهم بسواعدها وعلمها في نهضة وبناء وطنها ، إلا أنها دوماً تصطدم بتكدس الأجانب ممن يشغلون غالبية المهن العادية والغير عادية بشكل لايستوعبه المنطق و العقل ولا حتى العاطفة ، ورغم تشديدي على توطين المهن الحرفية والمهنية لما فيها من مكاسب مادية كبيرة وإيماني المطلق بأهمية دورها ومساهمتها في المجمتع أجد نفسي أذهب إلى المطالبة بتوظيف شبابنا من حملة الدبلومات والشهادات الجامعية والدراسات العليا ممن يستطيعون بكل مهنية وجدارة القيام بالمهام الإدارية الكبرى والصغرى بالإضافة إلى أعمال التسويق والمبيعات والسكرتارية والمحاسبة والبرمجيات والتصنيع وغيرها من المهن التي يشغلها أجنبي لايمتاز عن السعودي الا «بتدني الراتب فقط».
لست ضد وجود الأجنبي المحترف والمتخصص في تخصصات غير متوفرة في أبناء الوطن مع يقيني الكامل بأننا أصبحنا اليوم نمتلك ترسانة بشرية علمية في جميع التخصصات وخريجين من أفضل الجامعات المحلية والعالمية ، لكني «ضد القبول بمعالجة بطالة الآخرين على حساب بطالة السعوديين» ، لذلك على بعض المقيمين ممن غضبوا من هذه المطالبة العادلة إنصاف شباب الوطن من الخريجين والخريجات والعاطلين عن العمل وحقهم الأصيل بإيجاد الفرصة المناسبة لهم في وطنهم وعدم تحمليهم فشل حكومات بلدانهم الأم والتي لم توفر لهم فرص عمل مناسبة تعفيهم من هجرات العمل.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق