الأحد، 15 يناير 2017

إيران وتغيير العنوان


‏الرسالة التي نقلتها دولة الكويت مشكورة لدول الخليج برغبة إيران في مد جسور التعاون وإنهاء الخلافات والنزاعات في المنطقة وبدء صفحة تعاون جديدة مع دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية وتغيير عنوان المرحلة القادمة هي في ظاهرها خطوة إيجابية ترأب الصدع في المنطقة وتنتشلها من أخطار الحروب المدمرة وتطفئ نار الفتنة الطائفية التي أشعلتها إيران لتدمير التعايش السلمي بين شعوب المنطقة لخدمة مخططها التوسعي وإستخدامها للمذهب كسلاح رخيص لايكلفها سوى بعض الخطب الثورية والطائفية وغباء من إنجرف خلفها.
والتي لطالما طالبت دول مجلس التعاون الخليجي إيران بالإبتعاد عنها وتحكيم العقل وتقديم مصلحة المنطقة على الأطماع التوسعية للثورة الإيرانية وترك إثارة الفتن وتحريض الأقليات الشيعية في الخليج والكف عن التدخل السافر في شؤون دولها الداخلية والإبتعاد عن سياسة تصدير الإرهاب والمتفجرات والإغتيالات وتنظيم الخلايا الإرهابية والتجسسية في الدول الخليجية ومحاولة خلق الإنقسامات فيها وتحريك الخونة من مرتزقتها المحليين لإثارة الفوضى وإستضافة ودعم قادة المنظمات الإرهابية كالقاعدة وغيرها من المنظمات.
وبما أن القرار في إيران لا ينحصر في رأي الرئيس روحاني الإصلاحي والذي يستخدم الدبلوماسية الناعمة ويطلق التصريحات الإيجابية بين الحين والآخر مقابل تصريحات راديكالية من المرشد الأعلى وقادة حرسه الثوري والمتحكمين في المشهد والقرار الإيراني دون منافس ، يحتم علينا كدول خليجية أن نكون حذرين في التعامل مع هذه الرسالة ومضمونها وضمان إلتزام إيران بالتعهدات المقدمة لدول المنطقة حتى نستطيع تغيير عنوان المرحلة القادمة حسب طلبها بما يخدم جميع دول المنطقة ويعود عليها بالنفع العام ، خاصة أن لنا تجربة سابقة لم تدم طويلاً مع الرئيس السابق خاتمي والذي بادر بالتقارب والتهدئة وتحسين العلاقات ومحاولة إنهاء الصراع لتشهد المنطقة في عهده نوعاً من الإستقرار الإقليمي ، إلا أنه لم ينجح في مواجهة رؤية وقرار المرشد الأعلى وخطة الحرس الثوري والتي لازالت تؤمن بتصدير الثورة والسيطرة على المنطقة حين عادت بالصراع لمرحلة أشد سخونة مما كانت عليه سابقاً.
وعلى إيران أن تعي بأننا كخليجيين لسنا بدعاة حرب لكنها إن حضرت فنحن لها وستجد ما لم يكن بحسبانها وأنه ليس لدينا أية أطماع توسعية كما هي عند قادتها الثوريين وبأن كل مانبحث عنه تنمية أوطاننا بما ينعكس إيجاباً على حياة الشعوب ورخائها ونهضتها البشرية والعمرانية والصناعية ومد جسور المحبة والتعاون مع جيرانها لخلق الإستقرار الذي تنشده شعوب المنطقة وهذه سياسة دول الخليج منذ نشأتها ولذلك على إيران أولاً أن تعمل جاهدة على سحب خيوط القرار السياسي والعسكري والإقتصادي من يد مرشدها الخامئني وحرسه الثوري الذي لازال يمارس عبثه وتهديداته ومحاولات إغتيالاته وإرسال فرقه وميليشياته العسكرية لتأجيج الحروب والصراعات وإزكاءها في المنطقة وتصدير أسلحته لمناطق النزاع وزعزعة إستقرار المنطقة.
ولكي نطمئن أكثر لهذه الرسالة ومصداقيتها وبأنها رسالة أخاء وتطمين حقيقية لا رسالة تأجيل معركة لإلتقاط الأنفاس وإعادة تنظيم القوة التي إنهارت في اليمن وسوريا وغيرها من الدول على إيران أن تتقدم بخطوات مقابل خطوة دول مجلس التعاون الخليجي لإثبات حسن النوايا .

إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق