http://alrayalaam.com/103901/
اعتدنا في مواقع التواصل الإجتماعي على أن نرى سجالات ومهاترات بين مشجعي كرة القدم نعذر أصحابها إذا علمنا بأن منهم المراهق والطفل والمتعصب الأعمى لفريقه ، لكن كيف سنعذر شيخين يحملان من العلم الرباني الكثير ، حين تحول خلافهم بسبب ضيق الأفق لمهاترات وانحدار في لغة التخاطب والحوار ليسقط عنهما رداء الوقار وليكشف لنا عن مراهق يعيش في نفوسهم ويبحث عن تصفيق وتشجيع الجماهير والظهور بمظهر الكوميديان صاحب الظل الخفيف بينما في واقعه ليس إلا «خفيف عقل» لم يحترم وقاره وعلمه الشرعي الذي يحمله ومما زاد هذا المشهد سخونة مشاركة بعض ممن لايقلون عنهم إنحداراً بترديد جملة «اجلد ياشيخ» في حالة تجعلنا نترحم على من كانوا يمثلون الجانب الديني في المجتمع ومن كانوا ولازالوا خير قدوة لنا ولأطفالنا ولشبابنا بوقارهم وسمو أخلاقهم وسماحتهم وفضيلتهم واهتمامهم بنقل علمهم للعامة بطريقة محترمة تعكس أخلاقهم واحترامهم لرسالتهم السامية أمثال الشيخ بن عثيمين وبن جبرين وبن باز والجبير والمذكور وغيرهم من العلماء الأفاضل ممن علمونا السماحة والخلق الرفيع وأدب السؤال والجواب والخلاف واحترام الآخرين والترفع عن سفاسف الأمور.
ولعلنا من واقع مشاهداتنا اليومية للأحداث في مواقع التواصل لن نستغرب هذا الهبوط الأخلاقي من بعضهم إذا كان بعض المستشيخين الجدد وجماهيرهم يمارسون أقذع الشتائم والقذف والكلام الساقط في خلافاتهم ناسبين ذلك بكل وقاحة بأنه من أبواب الجهاد العظيم في سبيل الله ، بل خابوا وكذبوا ورب الكعبة فهو ليس أكثر من انحطاط تربوي وأخلاقي لايمت لمجتمعنا المسلم ولا لديننا الحنيف بصلة فالدين رفعة وأخلاق وتسامح وإيثار يصعب على من يحمل أخلاقهم الهابطة أن يستوعبها.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق