الأحد، 15 يناير 2017

عالم الرق الجديد


‏مع انتشار مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الالكترونية وتأثيرها المباشر على المجتمع، عادت معها تجارة الرقيق للواجهة مرة أخرى بعد أن تلاشت واختفت من المجتمعات المدنية، لتعود وتزدهر من جديد مع الظروف السياسية التي تعصف بالمنطقة برونق وشكل جديد ، حيث نشأت في تلك المواقع سوق رائجة إختص تجارها من السياسيين المستترين بإستغلال بعض من الشخصيات الإعتبارية المعروفة لتكون أذرع تنفذ عمليات البيع والشراء لذمم وولائات بعض أصحاب الفكر والرأي وبعض أصحاب الحسابات المشهورة في تلك المواقع والتي تمتلك قواعد جماهيرية كبيرة ، وتجنيدها لخدمة أهداف مالكهم المجهول الذي إستطاع من خلال نخبته المختارة أن يشتري رقيقه بمختلف مقاماتهم بحفنة من الأموال المعبأة في حقائب جلدية فاخرة أو برحلة سياحية مجانية أو ببضعة عقارات خارجية.
أما رخيص النفس منهم فيشتريه بجوال ذكي يفضح غباء هذا المملوك الذي جعل من نفسه بوقاً رخيصاً وأضحوكة في عالم الرق الجديد ، وغاب عن هؤلاء بأن صفقات ومزادات سوقهم مكشوفة ومفضوحة للعيان ، وأنه مهما كانت صفقة الشراء سرية سيستشف ويكتشف الناس تلك الصفقات المشبوهة من خلال التغيرات المفاجأة في آراءهم وولائاتهم الخارجية وترويجهم للشخصيات التي إمتلكتهم بثمن بخس، ليكشف هؤلاء عن أنفسهم بطريقة ساذجة تفضح عبوديتهم وولائهم لسيدهم الجديد.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق