الأحد، 15 يناير 2017

‏«الأسيد» المسكوب!

http://alrayalaam.com/102247/


‏لم تكن دول مجلس التعاون بأوج وحدتها، كما هي اليوم في مواجهتها للأخطار المحيطة بها من كل جانب للمحافظة على كياناتها في منطقة تعصف بها رياح التفكك والإقتتال والمؤامرات والإرهاب إلا في حرب الخليج الثانية ، فهنيئاً لنا بقيادات حافظت على مقدرات ومكتسبات أوطانها وكانت على قدر الحدث.
فدرع الشمال وعاصفة الحزم والمواقف السياسية الأخيرة تجاه اليمن وسوريا وحزب الشيطان وإيران وغيرها من القضايا الحساسة، ماهي إلا نتاج قلوب جمع الله كلمتها وقلوبها ووحد صفوفها بفضله إضافة لإيمانها المطلق بوحدة مصيرها وشعوبها وبأنه لا مكان للخلافات الجانبية في حضرة المصالح العليا والمصيرية ، لكن ما شوه جمالية تلك الصورة الرائعة التي جسدها أبناء الخليج حكاماً وشعوباً إلا انسكاب «الأسيد» من قلوب بعض المرتزقة الخليجيين هنا وهناك ممن إختاروا الخروج عن وحدة الصف لتسقط أقنعتهم ولتكشف لنا عن قبح ودناءة وخسة وانحطاط أصحابها ممن لازالوا يعملون جاهدين لدق إسفين الخلاف بين شعوب المنطقة بتصريحاتهم وتغريداتهم ومواقفهم المخجلة والتي تنم عن أحقاد مترسبة في قلوبهم السوداء التي أزعجها ماوصلنا إليه من لحمة ووحدة خليجية واجهت مشروع المد الفارسي ومشروع الخلافة المزعوم والذي بدأ بمحاربته الراحل الكبير عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وتصدى له وقتله في مهده قبل أن يستشري في جسد الأمة ، ليكمل عضيده الملك سلمان أعانه الله هذا المشوار مع بقية أشقائه قادة دول مجلس التعاون حفظهم الله جميعاً بالتحرك العسكري السريع والمعلن لإسقاط الجنين المشوه لهذا الحمل السفاح والذي جاء نتيجة العلاقة المشبوهة بينهم وبين أعداء الوطن والطامعين فيه.
ويحق لي هنا أن أفتخر بوعي شعوب الخليج قاطبة ووقوفها صفاً واحداً خلف قياداتها وتعرية أهداف المرتزقة المفضوحة وعدم انجرافهم خلف هذيانهم، لنرى بذلك حلمنا بوحدة أبناء الخليج يتحقق بفضل من الله حين جسدوا أسمى معاني الوحدة بمواقفهم المشرفة ضد هؤلاء، ولعلي أستميحكم وأمنح نفسي حق التحدث بأسمائكم بهذ الخصوص ليقيني بمواقفكم المشرفة وقلوبكم المحبة ومشاعركم النبيلة والأصيلة تجاه أوطانكم وأقول لهؤلاء الشرذمة لن تنالوا من وحدتنا مهما إنحدرتم بآرائكم ومهما همزتم ولمزتم ستبقون في نظرنا مجرد جواري تباع وتشترى في سوق النخاسة السياسية.
إبراهيم السليمان
كاتب سعودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق